رصد-أثير
تقع حارة السيباني في نيابة بركة الموز التابعة لولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وهي أشبه بحصن أثري على تلة صخرية تحيط بها خمائل النخيل، ويتخللها فلج الخطمين المنقسم داخلها إلى قناتين، حيث إن ساقية الفلج تمر على معظم البيوت فيها، ويعد هذا الترتيب فريدًا في الحارات الجبلية، لتشكل شاهدًا تاريخيًّا على الحقبة الزمنية التي عاشها الآباء والأجداد في فترة اليعاربة.
وتتميزالحارة بالأبنية الحجرية الجافة. كما أن جدارها الشرقي يحتوي على “بوابة للهروب” تفضي إلى أسفل التلة باتجاه منطقة (الجنينة) التي يوجد بها مسجد صغير ومقبرة، ويوجد في الساحة الحالية الكبيرة للمدخل “مسجد الولجة” وهو مكعب الشكل وبه مدخلان أمامي وخلفي على منصة مرتفعة، ويحتوي على محراب مقوس غير مزخرف، وتعلوه قبة صغيرة.
كما توجد أيضا مدرسة لتعليم القرآن لم يبق منها سوى واجهة المدخل الجنوبية، وقد كانت فيما مضى قاعة طويلة ذات ارتفاع بارز، بالإضافة إلى غرفة بئر ملحقة بها ويمكن دخولها من الجهة الشمالية وكانت هذه البئر المصدر الوحيد للماء إلى جانب الفلج، ويوجد أيضا منزل كبير يسمى بيت الصقور.
وتوجد في الحارة سبل كثيرة وتختلف أنواعها فهناك العامة المفتوحة لجميع قاطني الحارة، والسبل الخاصة المعنية بقبائل بعينها، مثل سبلة الصباح والسبل شبه الخاصة الملحقة بالمساكن المهمة.
وتتمتع مساكن الحارة - وكلها تقريبا ذات طابقين- بمخطط مركب، ويعود ذلك جزئيا إلى التعقيد الطوبوغرافي الذي تعين عليها التعامل معه، وغالبا ما تتداخل المساكن مع بعضها فتمتد إلى ممتلكات مجاورة، وعلى نحو فريد غير شائع تحتوي بعض المساكن على مداخل من الطابق العلوي. كما تحتوي على حظائر للأغنام والأبقار ومخازن التمور وغيرها من المرافق الحيوية.
وظل الموقع الإستراتيجي لواحة بركة الموز والحارة بوابة إلى الجبل الأخضر محافظا على أهميته، إذ تقع الواحة بالقرب من النقطة التي ينبثق منها وادي المعيدن من بين التلال مما يتيح السيطرة على مدخل الجبال. أضف إلى ذلك أن مسجد “الشريعة القديمة”، والمسكن المحصن “بيت الرديدة”، يقعان هناك، وتجمع الحارة قنوات الفلج وما يتصل به من نقاط تجميع الماء واستخداماته، وكلها مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
المصدر: العمانية وكونا
صورة واجهة الموضوع: وكالة الأنباء العمانية
