مسقط-أثير
إعداد: الباحث سالم بن صالح السيابي، رئيس قسم أول خدمات المستفيدين في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية
أبو برهان عبد العزيز بن عبد الغني بن فقيه طاهر بن فقيه نور بن فقيه أحمد بن فقيه نور بن معلم بن أحمد بن عثمان بن نور بن محمد بن حاج علي بن (شيخ سليمان المشهور) - الذي هاجر من تعز في اليمن الشمالي إلى أفريقيا الشرقية- بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدالملك بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف – إلى عدنان الأموي القرشي.
تُعرف قبيلته الآن باسم (المعلمي)، وكان يلقب نفسه بـ" شمس السَّواحل“، ولقبه غيره بـ “قطب السَّواحل” ولد في براو الصومالية في عام 1248هـ/ 1833م، وتعلم هناك على يد الشيخ أبو بكر بن مندو والحاج علي بن عبدالرحمن، ثم سافر إلى زنجبار ودرس على يد الشيخ محي الدين القحطاني، وقد طلب الشيخ محي الدين من السلطان سعيد أن يعينه قاضيًا فوافق على ذلك وعينه قاضيًا في كلوة، عام 1266هـ / 1850م، وكان حينها عمره ثمانية عشر عاما فقط، ثم انتقل إلى زنجبار، وظل حتى عهد السيد علي بن سعيد.
وفي عهد السيد برغش بن سعيد تم عزله عدة مرات وإعادته للمنصب، غير أن السيد خليفة كان أكثر الحكام تقديرًا واحتراما له، حتى أنه فكر بتقليده منصب وزير له.
وكانت له مكانة مرموقة عند القناصل الأوروبيين، كما يتضح في المراسلات، ومنها رسالة من نائب قنصل ألمانيا في زنجبار إلى الشيخ عبد العزيز، مؤرخة بتاريخ 20 ديسمبر 1894م حول المزارع المتنازع عليها بين الشيخ وشخص يدعى بكر بن مروان في كلوة. كما كانت له بعض المناظرات مع عدد من القساوسة البروتستانت المقيمين في زنجبار مثل الأسقف إدوارد ستير [Edward Steere]، والذي تعاون معه الشيخ في ترجمة الكتاب المقدس" الإنجيل" (العهد الجديد –أنجيل لوقا) إلى اللغة السواحيلية.
أهم مؤلفاته:
ألّف الشيخ عبد العزيز عدة كتب في التوحيد، والفقه، والصلوات، والشعر، والطب، والرحلات، والتاريخ، ومنحه السيد حمد بن ثويني نيشانًا من الطبقة الثالثة في عام 1894م؛ لأنه طلب منه أن يؤلف كتابا عن تاريخ زنجبار منذ عهد أسرة البوسعيد، حتى زمانه، غير أننا لا نعرف شيئًا عن هذا الكتاب بالرغم من أن الشيخ أبا برهان أنجزه وسُرّ به السيد حمد بن ثويني.
ومن بين مؤلفاته:
1. مرآة أحوال العصر الجديد.
2. تاريخ رُڨوْمَه: كشف الطريق الثانية من منجيني إلى مْكَانْڇَيْ (تم تحقيقها).
3. تاريخ الرحلة إلى بر التنج للدّولة العليّة العربيّة السعيديّة (تم تحقيقها).
4. ترجمة الكتاب المقدس" الإنجيل" (العهد الجديد –أنجيل لوقا) إلى اللغة السواحيلية.
5. المجاميع.
وغيرها من المؤلفات.
وبالرغم من عزله نهائيًا من منصب القضاء إلا أن مكانته ظلت من حيثُ احترام وتقدير الناس له، وظل يلقي العلم في بيته وفي مسجد الجمعة.
وفاته:
توفي الشيخ محي الدين الأموي رحمه الله في الساعة الرابعة صباح يوم الأربعاء الخامس من شهر محرم عام 1314هـ/ 12 يونيو 1896م.
أشهر تلامذة الشيخ عبد العزيز:
من أبرز تلامذة الشيخ الأموي، ابنه الشيخ برهان بن عبد العزيز بن عبد الغني الأموي الذي ولد في ممباسا عام 1277هـ/1861م وانتقل مع والده إلى زنجبار وأصبح من أشهر تلامذته، بعدها عمل كاتبًا في عهد السلطان حمد بن ثويني، ثم تولى منصب القضاء خلفًا لوالده منذ عهد السيد علي بن سعيد، وحتى عهد السيد خليفة بن حارب وتوفي في زنجبار عام 1935م ودفن هناك.
ومنهم كذلك، الشيخ عبد الرحيم بن محمد المنجزيجي، والسيد حسن بن محمد، والشيخ عبد العزيز بن وزير.
المرجع
- الأموي، عبد العزيز بن عبد الغني. تاريخ رُڨوْمَه: كشف الطريق الثانية من منجيني إلى مْكَانْڇَيْ ويليه تاريخ الرحلة إلى بر التنج للدولة العلية العربية السعيدية ط1، تحقيق سالم بن صالح السيابي، دار الفرقد للنشر والتوزيع، دمشق: 2024م، 31-37ص.