أثير – جميلة العبرية
تعد مشكلة تراكم الجير السني من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على صحة الفم والأسنان، وتُعد سببًا رئيسيًا لتطور أمراض اللثة والأسنان.
فما أسباب تكوّن الجير؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
أوضح الدكتور أيوب بن إبراهيم الخروصي، طبيب مقيم في برنامج طب الأسنان العام بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، لـ “أثير” أن الجير السني هو ترسبات متكلسة ناتجة عن تكليس طبقة البلاك السني. وقال: “البلاك السني هو طبقة لزجة تتكون من بكتيريا وبقايا طعام وبروتينات اللعاب، والتي تلتصق بأسطح الأسنان. وإذا لم تُزال هذه الطبقة، تبدأ المعادن الموجودة في اللعاب والسائل اللثوي بالتسرب إليها، مما يؤدي إلى تكلسها وتحولها إلى جير.”
وأضاف الدكتور أيوب أن الجير يمكن أن يتشكل فوق خط اللثة (الجير فوق اللثوي) أو تحته (الجير تحت اللثوي). يتميز الجير فوق اللثوي بلونه الأبيض أو الأصفر، بينما يكون الجير تحت اللثوي أكثر قتامة بسبب اختلاطه بمنتجات الدم، ويعد كلا النوعين بيئة خصبة لنمو البكتيريا، ما يزيد من مخاطر التهابات الفم والأسنان.
وأشار الدكتور إلى أن عملية تكوين الجير تبدأ بترسب طبقة بروتينية من اللعاب تُعرف بالطلاء المكتسب، مما يسهل التصاق البكتيريا. ومع مرور الوقت، تحلل البكتيريا الكربوهيدرات الموجودة في الطعام، ما يؤدي إلى إنتاج أحماض تُغير درجة الحموضة في الفم، وبالتالي ترسيب المعادن مثل الكالسيوم والفوسفات من اللعاب، مما يؤدي إلى تحول البلاك إلى جير. وأكد أن التكلس قد يبدأ خلال 24 إلى 72 ساعة من تراكم البلاك، وقد يستغرق نحو 10 إلى 14 يومًا للتكلس الكامل.
وفيما يتعلق بالآثار الصحية للجير السني، أوضح الدكتور أيوب أنه يعد عاملًا رئيسيًا في تطور أمراض اللثة والأنسجة الداعمة. وأوضح: “الجير يوفر سطحًا خشنًا يسهل احتباس البكتيريا، مما يؤدي إلى التهابات اللثة وظهور أعراض مثل الاحمرار والتورم والنزيف. وفي حال عدم علاجه، قد يتسبب في تدمير الأنسجة والعظام المحيطة بالأسنان، مما يؤدي إلى فقدان الأسنان.”
وأضاف أن الجير تحت اللثوي يُفاقم من تدهور الأنسجة ويُشكل جيوبًا لثوية تزيد من شدة المرض. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من تراكم الجير بشكل كبير أكثر عرضة لتطور التهابات الأنسجة الداعمة مقارنة بغيرهم.
أما عن الوقاية والعلاج، فقد شدد الدكتور أيوب على أهمية نظافة الفم اليومية، مثل تنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، واستخدام الخيط أو الفرش الصغيرة لتنظيف المناطق بين الأسنان. كما نصح باتباع نمط حياة صحي يتضمن تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. وفي حال تراكم الجير، فإنه لا يمكن إزالته بالفرشاة العادية، بل يتطلب تنظيفًا احترافيًا لدى طبيب الأسنان.
وأشار إلى أن استخدام معاجين الأسنان المضادة للجير، التي تحتوي على مواد مثل الفوسفات العضوي أو سترات الزنك أو التريكلوسان، يمكن أن يساعد في الوقاية، لكنه أكد أن الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان هي الأساس.
واختتم الدكتور أيوب حديثه بالتأكيد على أهمية السيطرة على العوامل المؤثرة مثل الإقلاع عن التدخين والتحكم بالأمراض المزمنة مثل السكري، والتي تسهم في تسريع تكوّن الجير. وأكد أن الالتزام بنظافة الأسنان والعناية المنتظمة لدى طبيب الأسنان يمكن أن يحمي من آثار الجير السني ويعزز صحة الفم على المدى الطويل.