رصد - أثير
إعداد: جميلة العبرية
يعد الماء أساس الحياة، وهو أكثر الموارد استهلاكًا في العالم، ومع التطور الصناعي وزيادة استهلاك المياه المعبأة، برزت تساؤلات حول ما إذا كانت المياه المعبأة تمتلك تاريخ صلاحية، وما مدى تأثير نوع العبوة وظروف التخزين على جودتها وسلامتها، ورغم أن المياه بذاتها لا تتغير كيميائيًا مع مرور الوقت، فإن العبوات البلاستيكية التي تُستخدم لتعبئتها قد تطرح تحديات تؤثر على الجودة والسلامة.
المياه المعبأة
المياه المعبأة تستخرج من مصادر مختلفة، مثل الينابيع أو المياه الجوفية، وتُعالج لتكون صالحة للشرب قبل تعبئتها في زجاجات أو عبوات بلاستيكية.
هل تنتهي صلاحية المياه المعبأة؟
وفقًا للهيئات الصحية العالمية، المياه المعبأة بذاتها لا تنتهي صلاحيتها إذا كانت مغلقة ومخزنة في ظروف مناسبة؛ ولكن، تاريخ الصلاحية الموجود على العبوات يُشير إلى الفترة التي تضمن فيها الشركة المصنعة أن المنتج سيظل بجودته المثلى، وتوضع تواريخ الصلاحية عادةً بسبب عوامل مثل:
1. التدهور الكيميائي للعبوة: العبوات البلاستيكية المصنوعة من مواد مثل PET قد تطلق مواد كيميائية ضئيلة عند تخزينها لفترات طويلة، خاصة إذا تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة.
2. التأثير البكتيري: مع مرور الوقت، قد تتأثر المياه بالنمو البكتيري إذا لم تُحفظ في ظروف تخزين ملائمة.
3. الذوق والرائحة: يمكن أن يتغير الطعم والرائحة بسبب الامتصاص الطفيف للمواد الكيميائية من البلاستيك أو العوامل الخارجية.
الأرقام على العبوات البلاستيكية ودلالاتها
العبوات البلاستيكية تحمل رموزًا تشير إلى نوع البلاستيك المستخدم، وهي تُعد مؤشرًا هامًا لجودة العبوة وتأثيرها على المياه، كما في التالي:
• الرقم 1 (PET): يُستخدم بشكل شائع للمياه المعبأة، وهو آمن عند الاستخدام لمرة واحدة.
• الرقم 2 (HDPE): يُعتبر أكثر أمانًا لتخزين المياه لفترات طويلة.
• الرقم 5 (PP): يُعد الأفضل من حيث مقاومته للحرارة واستقراره الكيميائي، مما يجعله مثاليًا لتخزين المياه.
تأثير ظروف التخزين على المياه المعبأة
تلعب ظروف التخزين دورًا حاسمًا في الحفاظ على جودة المياه المعبأة، ومن أبرز العوامل المؤثرة:
1. الحرارة والتعرض للشمس: الحرارة العالية تسبب تحللًا تدريجيًا للبلاستيك، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في المياه.
2. الرطوبة: التخزين في أماكن رطبة يمكن أن يؤدي إلى نمو البكتيريا والفطريات على العبوة الخارجية.
3. التعرض للهواء: إذا فُتحت العبوة ولم تُستهلك بسرعة، يمكن أن تتلوث المياه بالعوامل الخارجية.
نصائح لاختيار وتخزين المياه المعبأة
للحفاظ على جودة وسلامة المياه المعبأة، ينصح الخبراء باتباع الإرشادات التالية:
• اختيار العبوات التي تحمل أرقام بلاستيك آمنة، مثل الرقم 2 أو الرقم 5.
• تخزين العبوات في أماكن باردة ومظلمة بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة.
• تجنب إعادة استخدام العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
• التأكد من شراء عبوات مياه من شركات معروفة تلتزم بالمعايير الصحية والجودة.
المياه المعبأة للأطفال
عند اختيار مياه معبأة للأطفال، يجب الانتباه إلى النقاط التالية:
• التأكد من أن المياه خالية من المواد المضافة مثل الفلورايد أو الصوديوم إذا كان عمر الطفل صغيرًا.
• اختيار عبوات آمنة وغير معاد تدويرها لتجنب تعرض الأطفال لأي مواد كيميائية ضارة.
هل تختلف المياه المعبأة عن مياه الصنبور؟
رغم تشابه التركيب الأساسي، تختلف المياه المعبأة عن مياه الصنبور من حيث المعالجة والجودة. في العديد من الدول، تُعتبر مياه الصنبور صالحة للشرب وتخضع لاختبارات دورية، لكنها قد تحتوي على مواد كيميائية مضافة مثل الكلور أو الفلورايد، بينما المياه المعبأة تُعالج لإزالة هذه المواد، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للكثيرين.
وأخيرًا، فإن المياه المعبأة لا تنتهي صلاحيتها، ولكن العبوات البلاستيكية التي تُخزن فيها قد تؤثر على جودة المياه بمرور الوقت، وفهم الرموز الموجودة على العبوات واختيار الظروف المثالية للتخزين يمكن أن يساعد على الحفاظ على جودة المياه وسلامتها، وبينما تُعتبر المياه المعبأة خيارًا ملائمًا للكثيرين، يبقى وعي المستهلك حول نوعية العبوات وظروف التخزين أمرًا حاسمًا لتجنب أي تأثيرات غير مرغوب فيها.
المصادر