أخبار

وزير الخارجية: سلطنة عُمان نموذج للحوار والشمولية في المحيط الهندي

مؤتمر المحيط الهندي الثامن

أثير - مـحـمـد الـعـريـمـي

انطلق صباح اليوم في مسقط؛ مؤتمر المحيط الهندي في دورته الثامنة، والذي يستمر من اليوم الأحد 16 فبراير إلى يوم غد الاثنين 17 فبراير 2025م، تحت شعار “رحلة نحو آفاق جديدة من الشراكة البحرية”.

ورحّب معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الذي حضرته “أثير”، بالمشاركين في هذا الحدث المهم، موضحًا بأن المؤتمر يمثل فرصة للحوار وتعزيز الشراكات في مختلف المجالات، بما يتجاوز التعاون البحري ليشمل التحول في الطاقة والتكنولوجيا.

وأشار معاليه إلى أن رؤية سلطنة عمان الاقتصادية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الاقتصاد الأزرق وتطوير البنية التحتية والقطاع اللوجستي، مشددًا على أن سياسة السلطنة تقوم على إيجاد نقاط التقاء مشتركة بين الدول، واعتماد نهج الحياد وعدم التدخل في شؤون الآخرين.

مؤتمر المحيط الهندي الثامن

وأضاف: “عمان كانت وما زالت عبر التاريخ معبرًا للبلدان والمحيط، وجسرًا لتبادل الثقافات والتجارة، ونحن نؤمن بأن الحوار والتعاون هما المفتاح لتحقيق الاستقرار وتعزيز الثقة بين الشركاء”.

وذكر معاليه أن أمن البحار لا يمكن تحقيقه من خلال السلطوية أو الهيمنة، بل عبر الشراكة والتعاون، داعيًا جميع الدول إلى تبني نهج عُمان في تعزيز التكامل والشمولية في منطقة المحيط الهندي.

وأكّد معاليه قائلًا: “نعم، قد تكون هناك أمواج عاتية تدفعنا لاتجاهات مختلفة، لكن هدفنا سيظل دائمًا تحقيق السلم والاستقرار”

ويُعد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، عضوًا في لجنة رئاسة المؤتمر، مما يسلط الضوء على الدور القيادي لسلطنة عمان في هذا الجانب.

مؤتمر المحيط الهندي الثامن

وأشار معالي سوبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون الخارجية الهندي ، خلال كلمته في المؤتمر إلى ثقة بلاده بقدرات الجنوب العالمي على الانخراط بفعالية مع القوى الدولية والجهات المؤثرة، مؤكدًا أن الاحترام المتبادل، خاصة في المدن غير الساحلية، يشكل عنصرًا أساسيًا في تعزيز العلاقات بين الدول.

وأكّد معاليه على أهمية تعزيز اقتصادات المنطقة، خاصة بعد التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا، مشددًا على ضرورة تنسيق الجهود وتعزيز التعاون بين الدول المطلة على المحيط الهندي.

وأضاف: “رحلتنا نحو مستقبل مستدام لن تنجح إلا بالعمل المشترك والتكامل، فنحن موحدون بالتزامنا وتفانينا لرفاهية المحيط الهندي، لا سيما في ظل التحديات المتسارعة التي يواجهها العالم”

وشدد الوزير على أن الاستقرار والأمن يشكلان ركيزة أساسية لازدهار المنطقة، مؤكدًا أن تحقيق الطموحات التنموية لن يكون ممكنًا إلا من خلال الشراكة والتعاون الوثيق بين جميع الدول.

وقد ركّزت الدورة الثامنة من المؤتمر على أهمية الشمولية في بناء شراكات جديدة في القطاع البحري، وتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات لمواجهة التحديات المشتركة، وتحسين الروابط، وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، بمشاركة ممثلين من أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية، وهو ما يعكس الأهمية الإستراتيجية للمنطقة والحاجة إلى حلول تعاونية للتحديات المشتركة.

مؤتمر المحيط الهندي الثامن

ويناقش المؤتمر خلال يومين تعزيز التعاون الإقليمي، وتعزيز الأمن البحري، وتضخيم صوت الجنوب العالمي، فضلاً عن التصدي للتحديات الكبرى التي يواجهها القطاع البحري. وسيتم استكشاف إستراتيجيات لتحسين ممرات التجارة، وضمان حرية الملاحة، وتعزيز الاستدامة البيئية البحرية، والاستفادة من التقدم التكنولوجي في تعزيز أمن الموانئ والحوكمة.

جدير بالذكر أن مؤتمر المحيط الهندي (IOC) يُعد منصة دولية سنوية تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي ومعالجة التحديات التي تواجه منطقة المحيط الهندي. يجمع المؤتمر بين رؤساء الحكومات، والمسؤولين رفيعي المستوى، وممثلي القطاع الخاص، والعلماء، والخبراء لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن البحري، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والجيوسياسة، ويشكل هذا الحدث فرصة لتعميق الحوار وتعزيز التعاون بين الدول التي تطل على المحيط الهندي، إضافة إلى القوى العالمية التي تتمتع بمصالح استراتيجية في هذه المنطقة.

ومنذ انطلاقه في عام 2016م، أصبح المؤتمر منتدى بارزًا يعزز التواصل والتعاون بين دول المنطقة. وقد لعبت دول مثل الهند، وسريلانكا، وأستراليا، وسلطنة عُمان، وسنغافورة أدوارًا محورية في فعالياته. يناقش المؤتمر قضايا أمنية تقليدية، مثل القوة البحرية والنزاعات الإقليمية، إلى جانب التحديات الحديثة التي تشمل تغير المناخ، والكوارث الطبيعية، والاضطرابات الاقتصادية.

مؤتمر المحيط الهندي الثامن
مؤتمر المحيط الهندي الثامن

وكان جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه، قد أشار إلى “صوت الجنوب العالمي” في كلمته في حفل خلال مأدبة العشاء التي أقامتها رئيسة الهند تكريمًا للمقام السامي، خلال زيارته إليها في ديسمبر 2023م، إذ قال جلالته حفظه الله ورعاه:

“إننا نؤمن معًا بالحاجة لتحقيق السلام العادل والوئام في هذه المنطقة وفي العالم ونتطلع لمستقبل قائم على كل ما يُؤلف بين الشعوب ويخدم تطلُعاتها وآمالها حاملًا صوت الجنوب للعالم أجمع حتى يُصبح رافدًا للتطوُّر والعلم والمعرفة وحافزًا للابتكار والنمو والازدهار”

Your Page Title