مسقط - أثير
كشفت الجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية “أوشرم”، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين، عن تفاصيل مؤتمرها السنوي الثامن، الذي ينطلق تحت عنوان “القيادة في الفضاء الحر”، خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل الجاري، وذلك في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض.

ويطرح المؤتمر في نسخة هذا العام حزمة من المحاور الحيوية التي تواكب مستجدات قطاع الموارد البشرية أبرزها: اقتصاديات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، السلامة النفسية وبيئة العمل الآمنة، إعادة تصور الثقافة التنظيمية، توظيف التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الفوائد الاقتصادية للتنوع والشمولية، والقيادة في القطاع الخاص.
كما يناقش المؤتمر تحليلات الموارد البشرية، وتنمية الفرق المرنة، وإستراتيجيات التعلم المرن، وتجربة الأفراد في بيئات العمل الحديثة، بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد المهني، وتطوير بيئات العمل بما يعزز الإنتاجية ويرتقي بالأداء المؤسسي.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور غالب بن سيف الحوسني، رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية،: “يمثل المؤتمر السنوي الثامن لـ(أوشرم) منصة رائدة لإعادة تعريف مفهوم القيادة العصرية، التي تجاوزت الأطر التقليدية لإدارة الفرق، لتصبح اليوم قوة ملهمة للابتكار، ومنهجًا للتحسين المستمر، وأداة لصناعة تأثير حقيقي يتعدى حدود المؤسسات نحو المجتمع بأسره”.

وأضاف: “لم يعد القائد مجرد مدير عمليات، بل أصبح ركيزة للتغيير، يقود الفرق نحو رؤى مشتركة، ويستجيب بمرونة فائقة لتحولات سوق العمل المتسارعة، التي تفرضها تطلعات العملاء، وثورة التكنولوجيا، وتقلبات الاقتصاد العالمي. ومن هنا، فإن تبني قيادة شمولية تراعي الاتجاهات الصناعية، والتحديات البيئية، والسياسات الوطنية، يُعزز فرص النمو المستدام ويُرسخ دعائم المرونة المؤسسية”.

وأشار الدكتور غالب إلى أن هذا النموذج القيادي الحديث لا يُعنى فقط بتحقيق كفاءة الأداء الداخلي، بل يطمح إلى توجيه المؤسسات نحو إحداث أثر إيجابي ملموس في المجتمع والاقتصاد، محليًا وعالميًا، والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الاستدامة على المدى البعيد.

من جانبه، أكد فيصل السيابي، الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية، أن الجمعية تواصل جهودها الحثيثة لترسيخ أفضل الممارسات المهنية، بما يسهم في تطوير بيئات العمل في مختلف مؤسسات سلطنة عمان، مشيرًا إلى أن المؤتمر السنوي الثامن لـ“أوشرم“، المنعقد تحت شعار “تحقيق الاستدامة الابتكارية”، يأتي ليجسد هذا التوجه من خلال منصة ديناميكية تعيد رسم ملامح قطاع الموارد البشرية، وتدفع به نحو آفاق أكثر ابتكارًا وتأثيرًا.
وأضاف السيابي: “نحن لا نسعى فقط إلى تحسين مخرجات الموارد البشرية، بل نؤمن بأن بناء منظومات عمل متكاملة، ترتكز على الابتكار والتشاركية والقيادة المستقبلية، هو السبيل إلى تحقيق التميز المؤسسي على كافة المستويات. ومن خلال هذا المؤتمر، نفتح نوافذ جديدة على المعرفة العالمية والخبرات الدولية التي تمكن كوادرنا من مواكبة التطورات وصياغة حلول محلية برؤى عالمية”.
وأشار إلى أن المؤتمر سيستقطب نخبة من المتحدثين البارزين من داخل سلطنة عمان وخارجها، ممن يمتلكون تجارب ملهمة ومعارف متعمقة في مجال الموارد البشرية والقيادة المؤسسية، حيث سيسلطون الضوء على أهمية التشاركية الفعالة بين المؤسسات، ويقدمون نماذج وتجارب رائدة من شأنها إثراء النقاش وفتح آفاق جديدة لتبادل المعرفة في هذا القطاع الحيوي.

مؤكدًا أن المؤتمر هذا العام يركز على استشراف مستقبل القيادة في بيئات العمل المتغيرة، ليبرز دورها الجوهري في تعزيز كفاءة المؤسسات، وضمان قدرتها على التكيف مع التحديات المعاصرة، وصياغة حلول مبتكرة تُسهم في تعزيز الاستدامة، ورفع أثر المؤسسات على المجتمع في ظل عالم شديد الترابط وسريع التحول.
وفي إطار فعاليات المؤتمر، أُعلن عن إقامة المعرض الدولي المصاحب، الذي سيستعرض أحدث الأدوات والحلول المبتكرة في مجال إدارة الموارد البشرية، بمشاركة نخبة من الجهات المتخصصة محليًا ودوليًا. ويشكل المعرض منصة إستراتيجية للرعاية وبناء الشراكات، حيث تتيح للمؤسسات فرصة حجز مساحات مخصصة للعرض والتسويق، إلى جانب مزايا إضافية للرعاة تشمل حضورًا مجانيًا لموظفيهم، بحسب فئة الرعاية المعتمدة.

يشار إلى أن الجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية حققت سجلًا حافلًا بالنجاحات من خلال تنظيم سبعة مؤتمرات سنوية متتالية، استقطبت أكثر من 900 مشارك سنويًا في مسقط. وشهدت هذه الفعاليات حضور أكثر من 7 شركاء دوليين تبادلوا أبرز الممارسات والتجارب العالمية، إلى جانب أكثر من 20 شريكًا محليًا أسهموا في بناء منظومة تعاون فعالة داخل القطاع. كما نظمت الجمعية 7 منتديات نوعية في كل من صلالة وصحار، مما رسخ موقعها كجهة رائدة في تعزيز التواصل المؤسسي والتكامل المعرفي في مجال إدارة الموارد البشرية على مستوى سلطنة عمان.