الأولى

قانوني وشغوف بالفنون القتالية: ماذا تعرف عن قيصر روسيا؟

فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

رصد - أثير

إعداد: ريما الشيخ

بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية، سيلتقي جلالته بفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

فماذا تعرف عزيزنا القارئ عن الرجل الذي يقف على رأس أكبر دولة في العالم منذ أكثر من عقدين، فلاديمير بوتين؟

فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، سياسي روسي يشغل منصب رئيس روسيا منذ عام 2012، بعد أن تولى الرئاسة سابقًا بين عامي 2000 و2008، وشغل منصب رئيس الوزراء لعدة فترات، ويُنظر إليه كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في السياسة العالمية المعاصرة، حيث يُعد مهندس عودة روسيا إلى دائرة النفوذ الدولي بعد مرحلة الانهيار السوفيتي.

النشأة والبدايات

وُلد بوتين في 7 أكتوبر 1952 في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًا)، وقد نشأ في أسرة بسيطة، وبرز منذ صغره بشغفه بالرياضات القتالية مثل الجودو، وهو ما زرع فيه انضباطًا انعكس لاحقًا في حياته المهنية، والتحق بجامعة لينينغراد، حيث درس القانون وتخرّج عام 1975، قبل أن ينضم إلى جهاز الاستخبارات السوفيتي.

في صفوف الاستخبارات (KGB)

بدأ بوتين مسيرته المهنية في جهاز الأمن السوفيتي (KGB)، حيث خدم فيه قرابة 16 عامًا، ونُقل إلى ألمانيا الشرقية في الثمانينيات، وكان من المهام الرئيسية مراقبة الأنشطة الغربية خلال الحرب الباردة، ثم غادر الخدمة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، بدرجة مقدم، وانتقل للعمل في مكتب عمدة سانت بطرسبرغ.

الصعود السياسي إلى الكرملين

في أواخر التسعينيات، دخل بوتين دائرة السلطة في موسكو، وعيّنه الرئيس بوريس يلتسن رئيسًا للوزراء في عام 1999، وفي نهاية العام ذاته، تولى بوتين منصب الرئيس بالوكالة بعد استقالة يلتسن المفاجئة، فاز في الانتخابات الرئاسية لعام 2000، وبدأ منذ ذلك الحين في ترسيخ صورته كزعيم حازم. كما شغل منصب رئيس الوزراء من 2008 إلى 2012 خلال رئاسة دميتري ميدفيديف، ثم عاد إلى الكرملين بعد تعديل دستوري يسمح بتمديد الولاية.

السياسات الداخلية: الاستقرار مقابل السيطرة

منذُ وصوله إلى السلطة، ركز بوتين على إعادة الاستقرار الاقتصادي والسياسي لروسيا بعد فوضى التسعينيات، عزز قبضته على الإعلام، وأعاد ترتيب النظام الأمني والقضائي بما يضمن ولاء المؤسسات، كما استخدم عائدات النفط والغاز لتعزيز الاقتصاد وتحسين المعيشة في المدن الكبرى، لكن منتقديه يرون أن ذلك جاء على حساب الحريات السياسية والديمقراطية.

السياسة الخارجية: استعادة النفوذ

تبنّى بوتين سياسة خارجية نشطة تستند إلى فكرة “استعادة مكانة روسيا كقوة عالمية“، وكانت أبرز محطاته التدخل العسكري في جورجيا (2008)، وضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا (2014)، كما وسّع العلاقات مع الصين والهند، وسعى لبناء نظام عالمي “متعدد الأقطاب” يُقلّص من هيمنة الغرب.

بوتين والحرب في أوكرانيا

في فبراير 2022، أمر بوتين بإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا، وصفها بـ“عملية خاصة“، الحرب أدت إلى عزل روسيا دوليًا وفرض آلاف العقوبات عليها، لكنها أيضًا عززت الخطاب القومي داخل البلاد، كما يقدّم بوتين الحرب كصراع وجودي ضد توسع الناتو، بينما يرى الغرب فيها عدوانًا على سيادة أوكرانيا.

الشعبية في الداخل

رغم الضغوط والعقوبات، ما يزال بوتين يتمتع بنسبة تأييد مرتفعة داخل روسيا، خصوصًا في المناطق الريفية وبين كبار السن، ممن يرون فيه رمزًا للقوة والاستقرار، تُعزز الحكومة هذه الصورة من خلال خطاب وطني وإعلام موجّه، لكن معارضيه يتحدثون عن مناخ من الخوف والرقابة.

بوتين في 2025: الحاضر والمستقبل

بحلول 2025، ما زال فلاديمير بوتين في موقع القيادة، بعد تعديلات دستورية أُقرت في 2020 تسمح له بالبقاء في الحكم حتى عام 2036، ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية، يستمر في تعزيز سلطته داخليًا، ويبدو أن روسيا في عهده تتجه نحو مزيد من المواجهة مع الغرب، ومزيد من التقارب مع آسيا.

المصادر :

موسوعة بريتانيكا

الموقع الرسمي للكرملين

موقع Biography.com

موقع PBS Frontline

موقع Spyscape

ويكيبيديا (النسخة الإنجليزية)

Your Page Title