أثير - أحمد الحارثي
في الدوحة، تتجه أنظار جماهير الكرة العُمانية إلى المنتخب الوطني وهو يستعد لخوض مباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
مباراتان فقط، أمام قطر ثم الإمارات، تختصران طريقًا طويلًا من التحضير، وتحددان شكل الحلم الذي ينتظره كل عماني.
منذ تعيين كارلوس كيروش مدربًا للمنتخب، بدأت مرحلة جديدة مليئة بالطموح، لكنها جاءت في فترة زمنية قصيرة، تطرح تساؤلًا مشروعًا حول ما إذا كانت كافية لاختبار كل أفكاره التكتيكية وبناء الانسجام المطلوب قبل أهم اختباراته.
صحيح أن المنتخب شارك في بطولة كأس وسط آسيا الودية وخاض مباريات تحضيرية مهمة، لكن التساؤلات حول مدى كفاية تلك التجارب في رسم ملامح الفريق تبقى قائمة.
وفي خضم ذلك، برزت اختيارات كيروش لقائمة الملحق وما صاحبها من آراء وانتقادات بين الجماهير، بعد استبعاد بعض الأسماء.
لكن في مثل هذه المراحل، القرار يصبح واقعًا، والجدل لا يخدم الهدف.
فالأسلحة التي بين يديه اليوم هي التي ستقاتل باسم الوطن، ومن الواجب أن تتجه الثقة نحو المجموعة الحالية التي تحمل الشعار.
المدرب، بخبرته الطويلة في المنتخبات التي دربها في السابق، حاول أن يزرع في نفوس اللاعبين فكرًا يقوم على الهوية قبل التكتيك؛ أن القوة الحقيقية للمنتخب تكمن في كونه عمانيًا في روحه وأدائه، وفي قيم الإخلاص والانضباط والعزيمة التي ميّزت اللاعب العُماني عبر السنوات.
أراد كيروش أن يذكر لاعبيه بأن القوة لا تستمد من الخارج، بل من روح الوطن التي تسكنهم، وهي الرسالة التي بدت جلية في أحاديثه وتصرفاته مع الفريق خلال التحضيرات الأخيرة.
مباراة الأربعاء أمام قطر ستكون المفتاح الأساسي للمشوار، فهي اختبار حقيقي للجاهزية الذهنية والبدنية، ولنمط اللعب الذي يحاول كيروش ترسيخه.
لكن من المهم ألا يمنح المنافس أكثر من حقه في الاحترام، فالثقة الزائدة والخوف المبالغ فيه كلاهما خصمان من نوعٍ آخر.
أما المباراة الثانية أمام الإمارات، فهي لا تقل أهمية، لأنها قد ترتبط بنتائج الجولة الأخيرة، وتفتح باب الحسابات الدقيقة بين المنتخبات الثلاثة.
ولذلك، فالتعامل مع المباراتين بذات الجدية والتركيز هو مفتاح البقاء في دائرة الأمل.
اليوم، عُمان كلها تعلّق آمالها على هذا المنتخب.
العيون تتجه إلى الدوحة، والأمنيات تمتزج بالثقة.
فالفريق يملك ما يكفي من الروح ليقاتل، ويكتب صفحة جديدة في سجل الحلم العُماني.
فكرة الكرة ليست فقط لعبة نتائج، بل مرآة لروح وطن يعرف دائمًا كيف ينهض وقت التحدي.
ختامًا، يبقى الطريق نحو الحلم محفوفًا بالتحديات، لكن الإيمان بروح الفريق، والتمسك بقيم الانتماء، هو ما يجعل من الممكن تحويل الحلم إلى حقيقة. المنتخب العُماني اليوم ليس مجرد لاعبون على أرض الملعب، بل رسالة وطنية تتقد بالأمل والعزيمة. والدوحة ستكون المسرح الذي يكتب فيه الأحمر فصلاً جديدًا في تاريخ الكرة العمانية، فصلًا عن الإصرار، الفخر، وروح لا تعرف المستحيل.