رصد - أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
تعدُّ التكنولوجيا مظهرًا من مظاهر العصر الحديث، فقد تداخلت مع حياتنا في كافة جوانبها لا سيما الجانب الطبي ما فتح آفاقًا جديدة أمام الأطباء في عملية فهم وتشخيص الأمراض، وبالتالي توفير علاجات أفضل وأكثر فعالية للمرضى.
ومع التطور الطبي شاع مطلح ”إنترنت الأجسام“ في السنوات الأخيرة، فما معناه وما هي فوائده ومخاطره؟
بحسب رصد ”أثير“ لتقرير أعدّته ”CNBC“ ونشره موقع سكاي نيوز فإن عام 2016م شهد انتقال عالم الطب إلى مرحلة متقدمة جديدة، مع صياغة الأكاديمية والمؤلفة الدكتورة أندريا ماتويشين، لمصطلح ”إنترنت الأجسام“، أو IoB التي تمثل اختصارًا لعبارة internet of bodies. ويشير المصطلح إلى شبكة الأجهزة والتقنيات المتصلة بالإنترنت، التي تتفاعل مع جسم الإنسان، حيث يشكل هذا المصطلح امتدادًا لمفهوم إنترنت الأشياء (IoT)، ولكن مع التركيز على جسم الإنسان وصحته، فـ ”إنترنت الأجسام“ يعني جزئيًا أن الأجسام البشرية تعتمد في سلامتها ووظائفها على الإنترنت والتقنيات ذات الصلة، مثل الذكاء الاصطناعي.
3 أجيال لـ ”إنترنت الأجسام“
هناك 3 أجيال من ”إنترنت الأجسام“ حيث يتمثل الجيل الأول بالأجهزة الخارجية مثل؛ سماعات الأذن والملابس الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، كالساعات والخواتم والنظارات الذكية، ، أما الجيل الثاني يتمثل بالأجهزة الداخلية وهي؛ الأجهزة التي تتم زراعتها في الجسم بينما الجيل الثالث يتمثل بالأجهزة التي تندمج تمامًا في جسم الإنسان، مع الحفاظ على اتصال فوري بجهاز خارجي وارتباط بشبكة الإنترنت.
الفوائد والمخاطر
يمكن للبنكرياس الاصطناعي، مثلا، أن يقوم بأتمتة وتنظيم جرعات الأنسولين لمرضى السكري كما يمكن أن تعطي ”واجهات الدماغ الحاسوبية“ (Brain-computer interfaces) مبتوري الأطراف القدرة على التحكم بالأطراف الاصطناعية عن طريق أذهانهم، ويمكن أن تنبه الحفاضات الذكية الآباء عبر تطبيق خاص عندما يحتاج طفلهم الصغير إلى التغيير، وفقًا لما نقلته الجزيرة.
ولكن على الرغم من قدرتها على إحداث ثورة في كل شيء تقريبا في تحسين حياتنا وصحتنا وطرق عيشنا، فإن إنترنت الأجسام يمكن أن يعرض معلوماتنا الشخصية الأكثر خصوصية للخطر، بل يمكن أن يهدد حياتنا نفسها بالموت.
يقول أنصار أجهزة ”إنترنت الأجسام“ حسب تقرير CNBC، إن الفوائد التي توفرها هذه التقنية واضحة، فهي تحسّن نتائج الرعاية الصحية من خلال تمكين المراقبة المستمرة والكشف المبكر عن المشكلات الصحية ومراقبة المرضى عن بعد، في حين يرى البعض الآخر أن هذه الأجهزة، تثير مخاوف بشأن الخصوصية والأمن والآثار الأخلاقية، المتعلقة بجمع واستخدام البيانات الصحية الشخصية الحساسة.
ويرى المعترضون على ”إنترنت الأجسام“، أن هذه التقنية تتيح للحكومات والشركات، جمع البيانات واستخدامها للتجسس على المواطنين، أو تحويلها إلى مصادر للإيرادات، وهناك أيضاً مخاوف بشأن السلامة الشخصية للأفراد فعلى سبيل المثال؛ اعترف نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني بأنه تم تعطيل الوظيفة اللاسلكية، للجهاز الذي تمت زراعته في قلبه في عام 2007م، بسبب مخاوف من أن يحاول طرف ما اختراق هذا الجهاز للتسبب في نوبة قلبية مميتة له.
سوق ”إنترنت الأشياء الصحية“
وفقا لما ذكرته منصة ”فورتشن بيزنس إنسايتس“ (Fortune Business Insights) مؤخرا ونقلته الجزيرة، فإن سوق ”إنترنت الأشياء“ (IoT) العالمي في مجال الرعاية الصحية من المتوقع أن ينمو إلى 446.52 مليار دولار بحلول عام 2028م.
وعادة ما يتم تشريع استخدام أجهزة ”إنترنت الأجسام“ القابلة للزرع والهضم من قبل وكالات، مثل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، أو نظيراتها على المستوى الدولي، ولكن ظهور شرائح مرتبطة بالإنترنت تزرع في الدماغ، يحتاج لإقرار مزيد من الضوابط والتشريعات، لحماية بيانات المرضى وأيضاً لحمايتهم من مخاطر خروقات الهجمات الإلكترونية