أخبار

الذكاء الاصطناعي في خدمة الاحتلال الإسرائيلي: كيف أسهم عمالقة التقنية في إبادة غزة؟

استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في إبادة غزة

رصد – أثير

حذرت خبيرة في الذكاء الاصطناعي من المخاطر الجسيمة التي قد تنجم عن تورط الشركات التكنولوجية الكبرى في تقديم دعم تقني للاحتلال الإسرائيلي، خلال حرب الإبادة المستمرة على غزة للشهر الثامن عشر على التوالي.

جاء التحذير في حوار أجرته وكالة الأناضول ورصدته “أثير” مع الخبيرة هايدي خلاّف، التي عملت سابقًا مهندسة أمن نظم في شركة OpenAI والمستشارة في معهد AI Now Institute، وأكدت أن تعاون هذه الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الهجمات على قطاع غزة قد يجعلها شريكة في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال، محذرة من أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي غير الدقيقة قد يؤدي إلى تطبيع القتل الجماعي للمدنيين، كما حدث في غزة.

شراكة تكنولوجية

أكدت خلاّف للأناضول على أن الشركات التكنولوجية الكبرى مثل (أمازون، غوغل، ومايكروسوفت)، تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي بشكل علني للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2021، وتوفّر هذه الشركات تقنيات سحابية ونماذج ذكاء اصطناعي لتحسين أداء الجيش في مجالات مثل جمع المعلومات الاستخبارية، وتحديد الأهداف، وتنفيذ الهجمات الجوية.

وأشارت خلاّف إلى أن هذه الشركات تعلم تمامًا مستوى دقة نماذجها المنخفضة، ورغم ذلك تستمر في التعاون مع إسرائيل، ما يثير تساؤلات حول مسؤوليتها في الأضرار البشرية الناتجة عن استخدامها.

الذكاء الاصطناعي في حرب غزة

اعتبر العديد من الخبراء والمنظمات الحقوقية أن هذه أنظمة تقنيات الذكاء الاصطناعي قد ساهمت بشكل مباشر في تنفيذ الهجمات واسعة النطاق ف غزة التي لم تميز بين المدنيين والمقاتلين.

واستخدم الاحتلال الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل الهجمات على قطاع غزة، بدءًا من جمع البيانات الاستخبارية وحتى تحديد الأهداف النهائية للهجمات. تشمل هذه الأنظمة استخدام تقنيات مثل “حبسورا” (البشارة) و“لافندر“، إضافة إلى “أين أبي؟”، التي تم استخدامها لأغراض المراقبة الجماعية، تحديد الأهداف، وتنفيذ الهجمات التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.

التوقعات الخاطئة والتضليل العسكري

الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات متنوعة تشمل صورًا فضائية، معلومات اتصالات، وتتبّع أفراد ومجموعات، بهدف توقع مواقع الأهداف المستقبلية. ومع ذلك، أشارت خلاّف في حوارها مع “الأناضول” إلى أن هذه التوقعات ليست دائمًا دقيقة، حيث يمكن أن تصل نسبة الخطأ إلى 25%. وفي هذه الحالة، يصبح من الصعب التحقق من صحة الأهداف التي تحددها الأنظمة.

وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتحقق من دقة الأهداف التي يحددها الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من احتمال استهداف المدنيين بشكل غير مبرر، ما يقترب من القصف العشوائي.

الذكاء الاصطناعي وتطبيع القتل الجماعي

حذرت خلاّف من أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي قد يؤدي إلى تطبيع حالات القتل الجماعي للمدنيين، معتبرة أن هناك معادلة خطيرة تنشأ مع تطور هذه التقنيات. وأوضحت أن الجيوش قد تلجأ إلى تبرير الهجمات بالقول إن “الخوارزمية هي التي قررت”، ما يعفيهم من المسؤولية ويزيد من صعوبة تحميلهم تبعات القتل العشوائي للمدنيين.

وقالت: “إنها معادلة خطيرة؛ وقتئذ سوف تلجأ الجيوش إلى تبرئة نفسها بالقول الخوارزمية هي من قررت، ونحن لم نفعل شيئًا”.

غياب الرقابة القانونية والتقنية

خلاّف أشارت إلى أن استخدام هذه الأنظمة لا يتم ضمن إطار قانوني واضح يحكم تطبيقات الذكاء الاصطناعي العسكرية، ما يفتح ثغرات خطيرة في الحروب المستقبلية القائمة على هذه التقنيات.

وأضافت أن التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة، لكنها لا تخضع لأي محاسبة قانونية أو رقابة فعالة، كما لفتت إلى أن بعض الأنظمة تعتمد على “الأتمتة الخاطئة”، وهو ما يزيد من احتمال وقوع أخطاء قاتلة، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات عنيفة.

الشركات الكبرى والجرائم الإنسانية

وبينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في استخدام هذه التقنيات في الحرب على غزة، أكدت خلاّف أن الشركات التكنولوجية مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت، التي تقدم هذه الخدمات، يمكن أن تُعتبر شريكة في هذه الجرائم إذا ثبت أنها ساعدت في تنفيذ الهجمات التي أسفرت عن مقتل المدنيين، فإن ذلك يضعها في موضع المسؤولية المشتركة عن الجرائم ضد الإنسانية.

وختمت خلاّف حوارها مع الأناضول بالقول إن تورط الشركات التكنولوجية الكبرى في تقديم الدعم التقني للجيش الإسرائيلي يعكس تحولًا خطيرًا في استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، وهذا التعاون لا يمثل فقط خطرًا على المدنيين في غزة، بل يشير أيضًا إلى ضرورة إعادة النظر في الأطر القانونية والأخلاقية المتعلقة باستخدام هذه التقنيات في الصراعات المسلحة، لدرء العواقب الإنسانية الكارثية التي قد تنجم عن هذه الممارسات

يذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي تداولت فيديو احتجاج المهندسة ابتهال أبو سعد على علاقة شركة مايكروسوفت مع الاحتلال الإسرائيلي وتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي له، وذلك في حفل ذكرى تأسيس مايكروسوفت الـ 50.

مصدر الصورة: الجزيرة

Your Page Title