أثير - مازن المقبالي
تُعدّ دبية العنسب، أو ما يُعرف بـذئب النحل، من التحديات التي تواجه مربي النحل في سلطنة عُمان، فهذا النوع من الدبابير يشكل تهديدًا مباشرًا للنحل.
ويوضح مربي النحل خليفة بن سليّم الناصري من ولاية الرستاق في حديثه لـ”أثير" بأن هذا الدبور يُعد من أشد أعداء النحل، لكنه عادةً لا يلاحظ بسهولة إلا عند تزايد أعداده بصورة ملحوظة.
ويشير خليفة الناصري إلى أن “العنسب” ليس من عادته الاقتراب من فتحات خلايا النحل بسبب قدرة هذه الخلايا على الدفاع عن نفسها بشراسة، إلا أن الخطر الأكبر يكمن عندما يكون النحل بعيدًا عن خلاياه، حيث يقوم الدبور بمهاجمة النحل أثناء الرعي على الأزهار.
ويقول الناصري عن طريقة الهجوم: تقوم دبية العنسب بمهاجمة النحل منفردًا، فتلسعه لتشل حركته أو تقتله فورًا، ثم تنقله إلى أعشاشها لتغذية يرقاتها.
ويشير الناصري إلى أن هذا النوع من الدبابير يبني أعشاشه تحت الأرض، على أعماق تتراوح بين متر إلى مترين، وغالبًا في تربة طينية خفيفة أو شبه رملية، مضيفًا: عادةً ما نجد أعشاش العنسب في الأماكن المهملة على أطراف المزارع أو الأراضي التي لا تصلها المعاملات الزراعية المختلفة، وتتكون الأعشاش من أنفاق متعرجة تحتوي على غرف مخصصة للبيض، حيث تفقس اليرقات وتجد طعامها جاهزًا من الحشرات أو النحل الذي يخزنه الدبور مسبقًا.
ويذكر الناصري بأن هذا الدبور يظهر بصورة نادرة خلال فصول السنة، إلا أن نشاطه يتزايد في فصول الربيع والصيف والخريف، خصوصًا في فترات الاعتدال المناخي، وخلال فترات البرودة أو الحرارة الشديدة، يختبئ العنسب، لكنه يظهر بوضوح مع اعتدال الطقس، حيث يصبح أكثر عدائية وتهديدًا لخلايا النحل.
ويصف الناصري هذا الدبور بأن له جسما صغيرا نسبيًا لكنه قوي، ورأسا أسود يميل للبني مع بقع صفراء في مقدمة الرأس، وبطنا وأرجلا بلون أصفر ويبلغ طوله من 1 إلى 2 سم، مما يجعله مميز الشكل وسهل التعرف عليه.
وكجزء من تجربته في تربية النحل، يقدم الناصري عدة نصائح لمربي النحل للتعامل مع هذا التهديد:
١- حرث وتقليب التربة في المناطق المحيطة بالمناحل لتدمير الأعشاش المحتملة.
٢- استخدام شباك الحشرات مع وضع طعوم مناسبة لجذب الدبابير.
٣- استخدام مبيدات معالجة التربة حول مداخل الأعشاش للقضاء عليها.
ويؤكد الناصري أن اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية ضروري لضمان حماية خلايا النحل، خصوصًا مع تزايد أعداد ذئب النحل خلال الفصول النشطة.