أثير- تاريخ عمان
إعداد د. محمد بن حمد العريمي
في الأول من يناير عام 1974م، أي قبل 51 عامًا من الآن صدر العدد الأول من مجلة (جند عمان)، كأول مجلة عسكرية متخصصة في سلطنة عمان، تهتم بتعميق معاني الولاء والإخلاص والحب للوطن والقائد، وتصدرها شهريًا باللغة العربية وزارة الدفاع، وتوزّع مجانًا على وحدات القوات المسلحة والدوائر الحكومية.
“أثير” تستعرض لكم في هذا التقرير أبرز الموضوعات التي تناولها العدد الأول من هذه المجلة التي ارتبطت وما تزال بذاكرة العديد من أبناء الوطن، والذين كانوا يحصلون على نسخ منها من خلال أقاربهم العاملين في قوات السلطان المسلّحة، وكانت تشكّل مادة ثقافيّة مهمة لدى الكثيرين.
يقع العدد الأول من المجلة في (28) صفحة ملوّنة، وصدرت عن دائرة الدفاع بسلطنة عمان، وكان المشرف عليها هو سمو السيد فهر بن تيمور نائب وزير الدفاع وقتها. أما رئيس التحرير فهو الصحفي محمد مكرم البلاسي، وسكرتير التحرير هو الصحفي حسني محمود، بينما تولى الرئيس صالح مفتاح الإشراف على قسم التوجيه المعنوي.
الله. الوطن. السلطان
حرصت هيئة تحرير المجلة على أن تُفتَتح المجلة بفقرة ذات دلالة مهمة من إحدى الكلمات السامية للسلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه، وهي: " من منطلق الايمان بالله تعالى ومن أجل رفعة وطننا العزيز وكرامة شعبنا الوفيّ، نعمل متكاتفين قلبًا واحدًا ويدًا واحدة في سبيل تحقيق أهداف أمّتنا وأماني شعبنا، وبناء قواتنا المسلّحة. والله الموفق والمعين. وكل عام وأنتم بخير“.
افتتاحية العدد
جاءت افتتاحية العدد بقلم السيد فهر بن تيمور نائب وزير الدفاع والمشرف العام على المجلة، وقد تناول فيها عددًا من الموضوعات من بينها التضحيات الكبيرة التي خاضها الشعب العماني في سبيل الدفاع عن وطنه بحيث تصلح لإعداد مجموعة من الكتب وليس لمجرد مجلة شهرية تخضع لاعتبارات الروتين الصحفي!
كما أشار إلى أهمية أن يكون الجيش ممثلًا لأبناء وطنه مدافعًا عن حدود بلده، وليس مجرد أحزاب مسلّحة هدفها خدمة أنظمة فاسدة مفروضة على بقية قطاعات الشعب.
وأكّد أن الهدف من إنشاء جيش عماني قوي على الرغم من وجود عمان وسط منطقة مسلمة، هو وجود عصابات وأحزاب مسلحة هدفها السعي لتفريغ الأمة من انتماءاتها العربية والإسلامية، كما أكّد كذلك أن الرسالة التي يرتبط بها الجيش العماني تتسم بالطابع الديني والقومي، وإنه وإن كان تاريخنا حافلًا بالبطولات والإنجازات إلا أننا لسنا دعاة حرب.
قصة حياة أول قنبلة ذرية
من يتصفح العدد الأول من مجلة (جند عمان) يطالع أنها احتوت على عدد من الموضوعات التثقيفية التي تهدف إلى تقديم جرعة ثقافية فكرية إلى منتسبي قوات السلطان المسلّحة، ومن بين تلك الموضوعات (قصة حياة أول قنبلة ذرية)، الذي نُشِر في الصفحة الرابعة وحوى معلومات عن قصة اختراع هذا السلاح الفتّاك الذي استخدم في نهايات الحرب العالمية الثانية عندما تم إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتيّ ناجازاكي وهيروشيما اليابانيتين، والمراحل التي مرّت بها خطوات تصنيعه.
البحرية العمانية
تناول العدد الأول في صفحته السادسة تحقيقًا مصوّرًا موسّعًا عن البحرية العمانية أعده الصحفيان مكرم البلاسي وحسني محمود، تناولا فيه عددًا من الموضوعات المتعلقة بالبحرية السلطانية العمانية من خلال الاقتراب من (قاعدة المكلا) البحرية، حيث تمت الإشارة إلى تاريخ عمان البحري الضارب في القدم، والنشاطات الملاحية البارزة للأسطول العماني، ودور الأسطول البحري العماني في الدفاع عن وحدة أراضي سلطنة عمان من خلال عدد من المواقف من بينها دورها في طرد المحتل البرتغالي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، واهتمام السلاطين العمانيين بتزويد القطع الحربية العمانية بالأسلحة والمدافع القادرة على ضمان قيامها بدورها الدفاعي.
كما تطرق التقرير إلى أبرز المنشآت التي تضمنتها قاعدة المكلا البحرية، ومن بينها: سلسلة المباني الضخمة المصممة على أحدث طراز لتكون مقرًا للقيادة العامة لقوات السلطان البحرية، والحوض العائم الكبير، وعدد من القطع البحرية العسكرية.
جيشنا على الطبيعة
تناول هذا الموضوع الموسّع الذي اشتمل على عدّة صفحات ابتداءً من الصفحة العاشرة، وضع العسكري العماني، والمزايا والخدمات المختلفة التي يحصل عليها المنتسبون إلى قوات السلطان المسلحة، والاهتمام الذي توليه القيادة في سبيل الارتقاء بقدرات وإمكانيات المنتسبين إلى قوات السلطان.
حروب العرب في الجاهلية
من ضمن الموضوعات التثقيفية التي احتوى عليها العدد الأول من مجلة (جند عمان)، نطالع في الصفحة السادسة عشرة مقالًا بعنوان (حروب العرب في الجاهلية) للأستاذ حفيظ بن سالم الغساني تناول فيه تاريخ الحروب لدى العرب قبل الإسلام، ومدى ارتباطها بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والظروف المعيشية لديهم، وكذلك أبرز الأسلحة التي كانت تستخدم في تلك الحروب وأماكن صنعها، والطقوس الاجتماعية التي ارتبطت بتلك الحروب والمناوشات القبلية.
العدوان على مكينة شحم
لم تنفصل المجلة عن الواقع السياسي وظروف المنطقة السياسية والعسكرية وقتها، فنطالع في الصفحتين (19)، و(20) حوارًا صحفيًا مع سعادة الأستاذ يوسف بن علوي عبدالله سفير سلطنة عمان لدى لبنان وقتها، للحديث عن تداعيات العدوان على منطقة (مكينة شحم) أو (مكينة شحن) والحكمة العمانية في التعامل مع الحدث وعدم تصعيده والالتزام بسياسة ضبط النفس.
دائرة المعارف العسكرية
تعود المجلة مرة أخرى فتقدم لقرّائها مادة فكرية توعوية تحت عنوان (دائرة المعارف العسكرية) تقدم جرعة تاريخية متنوعة عن بعض الأحداث العسكرية التي شهدها العالم وكان لها أثر على تغيير مجرى التاريخ وقتها.
كما قدّمت مادة بعنوان (القوة البحرية في الميزان) ركّزت على دور القوة البحرية في تغيير مجرى بعض الأحداث العسكرية، وقدمت نماذج لتلك الأحداث القديمة والحديثة، وأن السيادة الحربية تكون في يد الدول ذات السيادة البحرية.
قصة أول فدائي في الإسلام
تناولت المجلة ضمن موضوعاتها التثقيفية، وتحديدًا في الصفحة (24) مقالًا بعنوان ( قصة أول فدائي في الإسلام) بقلم (ابن الجيش) تطرقت إلى قصة أول قائد لفرقة فدائية تشكلت في صدر الإسلام وهو الصحابي أبو بصير عتبة بن أسيد الثقفي، وذلك بعد غزوة الحديبية وما تلاها من أحداث.
انتباه!
أتت الصفحة السادسة والعشرون من المجلة كي تكون صفحة تقدم مادة خفيفة يكتبها رئيس التحرير محمد مكرم البلاسي بعنوان (انتباه)، وكان عنوان الصفحة في العدد الأول (جحا محررًا). كما اشتملت الصفحة على البطاقة الخاصة بهيئة الإشراف والتحرير الخاصة بالمجلة.
فتى حبروت
واختتمت المجلة غلافها الأخير بصورة للواء الركن المتقاعد حسن بن إحسان نصيب الذي لقّب (بـفتى حبروت) بسبب ما أبداه من شجاعة ورباطة جأش في تخليص القوة الموجودة في قلعة حبروت عام 1972م من نيران ورشاشات أسلحة العدو.