رصد - أثير
إعداد: ريما الشيخ
في ظل التطور التقني المتسارع، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع هذا التقدم، شهدنا تغيرًا جذريًا في أنماط استهلاك المحتوى، حيث باتت الفيديوهات القصيرة والمعلومات السطحية تسيطر على انتباه المستخدمين.
ورغم الفوائد التي توفرها هذه التقنيات، إلا أن الاستهلاك المفرط للمحتوى غير الهادف يمكن أن يؤدي إلى ظاهرة تُعرف بـ“تآكل الدماغ“، فما هو تآكل الدماغ؟ وما آثاره السلبية؟
تشير المعلومات التي رصدتها “أثير” إلى أن تآكل الدماغ هو مفهوم حديث يشير إلى التأثير السلبي الذي يسببه استهلاك المحتوى السطحي على الإنترنت على الدماغ، ما يؤدي إلى تراجع القدرة على التفكير النقدي، وضعف التركيز، وضمور الإدراك المعرفي.
تنتج هذه الظاهرة عن التعرض المستمر لمحتويات لا تتطلب مجهودًا فكريًا، مثل الفيديوهات السريعة والمكررة، والمحتوى الترفيهي الذي يركز على الإثارة اللحظية دون تقديم أي قيمة معرفية.
أسباب تآكل الدماغ
-الإفراط في استهلاك المحتوى السريع
المنصات الرقمية مثل تيك توك، إنستغرام، ويوتيوب شورتس توفر محتوى سريع الاستهلاك، ما يدفع الدماغ إلى تفضيل المعلومات السريعة على التفكير المتعمق.
-الإدمان على الترفيه الفارغ
مشاهدة مقاطع الفيديو الكوميدية والمحتويات السطحية باستمرار تقلل من قدرة العقل على التعامل مع المحتويات الجادة أو المعقدة.
-قلة القراءة والتفكير النقدي
مع قضاء وقت أطول على الإنترنت، يقل اهتمام الأفراد بالقراءة والمناقشات الفكرية، ما يحدّ من تطور القدرات الذهنية لديهم.
-الاعتماد على المعلومات السريعة والمضللة
انتشار الأخبار المزيفة والمحتوى غير الدقيق يجعل الدماغ أقل قدرة على تمييز الحقيقة من الزيف، ما يؤدي إلى ضعف مهارات التحليل والاستنتاج.
-التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي والخوارزميات
تعمل خوارزميات المنصات الرقمية على تقديم المحتوى بناءً على تفضيلات المستخدمين، ما يعزز البقاء في دائرة المحتوى السطحي وعدم البحث عن المعرفة الحقيقية.
التأثيرات السلبية لتآكل الدماغ
-ضعف التركيز
استهلاك المحتوى القصير والمشتت يجعل من الصعب على الأفراد التركيز لفترات طويلة، ما يؤثر على الأداء الأكاديمي والمهني.
-تراجع مهارات التفكير النقدي
يؤدي التعرض المستمر للمحتوى غير العميق إلى تقليل قدرة الدماغ على التحليل المنطقي واتخاذ القرارات الصائبة.
-تدني مستوى الذكاء العاطفي والاجتماعي
يقل التفاعل الاجتماعي الحقيقي بسبب الاعتماد الزائد على الإنترنت، ما يؤثر على مهارات التواصل والعلاقات الإنسانية.
-الإحباط والاكتئاب
يسبب الاستهلاك المفرط للمحتوى التافه مشاعر الفراغ والتوتر، خصوصًا عند مقارنة الحياة الحقيقية بالحياة المثالية المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
طرق الوقاية من تآكل الدماغ
-التحكم في استهلاك المحتوى
تحديد وقت معين لاستخدام الإنترنت والابتعاد عن المحتويات التي لا تضيف قيمة حقيقية.
-تعزيز عادة القراءة
تخصيص وقت يومي لقراءة الكتب والمقالات العلمية لتنشيط الدماغ وتعزيز التفكير النقدي.
-ممارسة الأنشطة الفكرية
حل الألغاز، والكتابة، وتعلم لغات جديدة، والانخراط في المناقشات الفكرية يساعد في تقوية الدماغ.
-تنظيم الوقت والابتعاد عن الإدمان الرقمي
استخدام تقنيات إدارة الوقت مثل تقنية “بومودورو” لتقسيم فترات التركيز، وتحديد فترات استراحة من الشاشات.
-متابعة المحتوى التعليمي والمفيد
مشاهدة وثائقيات، والاستماع إلى بودكاست تعليمي، ومتابعة محتويات تسهم في توسيع مدارك الفرد.
