الأولى

بالصور: نُعرّفك بالجامع الذي له 4 أسماء وتأثر بزلزالين

الجامع الأزرق

القاهرة-أثير

زاره: د. محمد بن حمد العريمي

ليس من قبيل المبالغة إذا قلنا بأن القاهرة الفاطمية تعد متحف آثار مفتوحا، فمهما كان عدد زياراتك لها، ومهما اعتقدت أنك أصبحت خبيرًا في آثارها، إلا أنك في كل مرة ستكتشف أن الطريق لزيارة كل معالمها ما يزال طويلًا، وأن هناك العديد من الآثار والمنشآت لم تكتشفها بعد! كيف لا وكل زقاقٍ في ذلك المربّع يحوي آثارًا بعدد شعر رأسك، فما بالك بالشوارع المعروفة كشارع المعز لدين الله وما حوله؟!

هذه المرة كانت “أثير” في شارعٍ آخر مهم من شوارع القاهرة المحروسة، ألا وهو شارع (باب الوزير) في منطقة الدرب الأحمر، حيث زارت عددًا من المعالم الأثرية – وما أكثرها – في هذا الشارع، وخرجت بهذا التقرير عن معلمٍ مهم من معالمه، ألا وهو جامع (آق سنقر) المشهور بالجامع الأزرق.

الجامع الأزرق

موقعه

يعد “الجامع الأزرق”، من أجمل المساجد في منطقة الدرب الأحمر في القاهرة الفاطمية، وتحديدًا في شارع باب الوزير. هذا الشارع الذي يضاهي شارع المعز لدين الله الفاطمي في عدد آثاره وأهميتها، فعلى طول الشارع تتوزع المساجد، والمدارس، والتكايا، والبيوت الأثرية التي تعود لحقب تاريخية متوالية منذ العصر المملوكي، مرورًا بالعهد العثماني، ثم عهد أسرة محمد علي، ويعد من فئة المساجد المتوسطة المساحة، إذ يبلغ طوله نحو 100 متر وعرضه نحو 80 مترًا،

لوحة تحمل اسم شارع باب الوزير

تاريخ إنشائه

أُنشئ هذا المسجد بحسب المعلومات الموجودة على اللوحة المعلّقة في مدخله، خلال العهد المملوكي، وتحديدًا سنة 748هـ الموافق 1347م، وأنشأه الأمير آق سنقر السلحدار وهو أحد مماليك السلطان المنصور قلاوون وزوج ابنته.

لوحة مثبتة عند مدخل المسجد تحمل معلومات عامة عنه

تسميات مختلفة

عُرِف جامع آق سنقر بعدة أسماء من بينها: (جامع النور)، وقد وردت هذه التسمية في اللوحة المثبتة على جدار المقبرة المدفون بها الأمير آق سنقر بالرواق الجنوبي، حيث نقش عليها ما نصّه: " هذا قبر المرحوم آق سنقر الناصري المعروف بجامع النور“. وقد اشتهر الجامع بهذه التسمية منذ عام 868هـ على وجه التقريب بناءً على رؤية أن الرسول صلى الله عليه وسلم شوهد وهو قائم يصلي في محراب المسجد. وقد سجّل ذلك على لوحة رخامية مثبتة على يمين المحراب برواق القبلة.

كما عُرِف الجامع باسم (جامع إبراهيم آغا)، وذلك لأن الأمير إبراهيم أغا مستحفظان قام عام 1061هـ الموافق 1651م بأعمال ترميم وتجديد كبيرة بالجامع بعد الأضرار التي لحقت به جراء الزلزال الذي ضرب مدينة القاهرة في ذلك الوقت.

وقد اشتهر الجامع أيضًا باسم (الجامع الأزرق) نسبة إلى مجموعة الخزف ذات اللون الأزرق التي تغطي جدرانه.

لوحة تحمل معلومات عن أسماء المسجد المختلفة

أقسامه

عند ولوجك إلى المسجد تدخل من باب يعلوه رخام أبيض وأخضر، وعلى يمينه مجموعة من النوافذ المصفوفة، وأعتابها مزيّنة بالرخام الأخضر والأبيض، ثم تجد أمامك صحن (فناء) مفتوحا يتوسط المسجد على غرار مساجد القاهرة القديمة، ومحاطا بـأربعة أروقة قائمة على أعمدة، وأكبرها رواق القبلة الشرقي الذي يحتوي على ثلاث بوائك مكونة من دعائم حجرية ثمانية الشكل تجمع بين اللونين الأبيض والأحمر.

فناء المسجد والأروقة المحيطة به
صورة للرواق الغربي الذي يحتوي على الباب الرئيس

أما منبر المسجد فيوجد في الرواق الشرقي، وهو مصنوع من الرخام الملون زخرفت جوانبه برسوم بارزة من عناقيد العنب والأزهار، ويتميز هذا الرواق بجدرانه المغطاة بالرخام الأزرق وأحجار القرميد ذات رسوم الأزهار في الجدران الداخلية التي تتميز بذات اللون الأزرق؛ ما جعل المسجد يحمل ذلك الاسم، بينما توجد مئذنة الجامع في الواجهة الغربية، وهي مبنية من الحجر وتتكون من ثلاثة طوابق.

منبر الجامع في الرواق الشرقي
جانب من الرواق الشرقي حيث يغطي الحجر الأزرق الملون
منبر الجامع يحيط به اللون الأزرق
مئذنة الجامع في طرف الواجهة الغربية وتتكون من 3 طوابق

وللمسجد ثلاثة أبواب موزعة على الجهات الشمالية، والشرقية، والغربية، ويقع الباب الرئيس في جهة الغرب، وله واجهة في جهة الجنوب يتوسطها باب بداخله قبر آق سنقر، ويحتوي المسجد على ثلاثة أضرحة منها ضريح للسلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك ابن السلطان الناصر محمد بن قلاوون.

ترميمه

ظل المسجد متماسكًا منذ ترميمه على يد الأمير إبراهيم أغا حتى نهاية القرن العشرين، حين ضرب زلزال عنيف مصر في عام 1992م وأتى على جدران المسجد، وظل مغلقًا أمام المصلين لمدة تصل إلى 21 عامًا، قبل أن يتم ترميمه برعاية مؤسسة الأغا خان للثقافة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، وافتتح في أبريل 2015م.

معدّ التقرير يقف وسط الرواق الشرقي وخلفه المنبر والمحراب
Your Page Title