أثير – أحمد نجفي
إعلامي إيراني
في مقابلة مع الإعلام الإيراني، تطرّق علي لاريجاني، مستشار قائد الثورة في إيران، إلى كواليس حرب الاثني عشر يومًا مع إسرائيل، وكشف عن تهديد إسرائيل باستهدافه إن لم يخرج من طهران خلال 12 ساعة.
وصرّح لاريجاني أن طهران كانت في حالة صدمة في اليوم الثاني من العدوان، إلا أن تعيين خلفاء للقادة الشهداء من قبل قائد الثورة، وتماسك الشعب الإيراني في مواجهة العدوان، قلَب الصفحة لصالح طهران.
واعتبر لاريجاني اليوم الرابع من العدوان، أي 16 من يونيو، بأنه شكّل مرحلة فاصلة في الحرب، حيث قامت طهران بالكشف عن نوع جديد من الرد الصاروخي، وذلك تزامنًا مع الدعم الغربي لتل أبيب خلال قمة الدول السبع، وكذلك محاولة العدو ضرب رؤوس النظام من خلال استهداف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والتهديد باستهداف قائد الثورة.
وفي إشارة إلى تكثيف عمليات طهران الصاروخية خلال اليومين الخامس والسادس من العدوان، أي 17 و18 من يونيو، اعتبر لاريجاني أن تصريحات المرشد في هذه المرحلة، وتأكيده عدم استسلام إيران، أبطلت المحاولات الإسرائيلية الأمريكية لبثّ الرعب بين الإيرانيين، بعد أن ترك ترامب قمة السبع وأصدر أوامر بدخول القوات الأمريكية حالة التأهب القصوى.
ويسهب لاريجاني في القول إنّه في اليوم السابع من العدوان، بدأت ملامح الدمار في الأراضي المحتلة تتوضّح أكثر فأكثر، وذلك باعتراف ضباط إسرائيليين تحدّثوا عن تحوّل أحياء من تل أبيب إلى حطام يذكّرهم بالدمار الشامل في بيت حانون وخان يونس بغزة، استمرار ظاهرة الدمار في المدن الإسرائيلية أدّى إلى تراجع نتنياهو عن خطاب تغيير النظام في إيران، مع دخول المواجهة يومها الثامن.
وأشار لاريجاني إلى دخول الوساطات على خط المواجهة في اليوم التاسع، أي 21 من يونيو، وذلك تزامنًا مع مطالبة ترامب طهران بالاستسلام غير المشروط. وذلك قبل أن يأمر باستهداف المنشآت الإيرانية في اليوم العاشر من العدوان، وما أعقبها من تراجع في الخطاب الغربي والإسرائيلي مباشرة بعد الضربات، حيث توجّه الخطاب نحو الحديث عن السلام. ويتحدّث لاريجاني عن اليوم الحادي عشر من الحرب، وإيفاد واشنطن وسطاء لمطالبة طهران بعدم توجيه ردّ حاسم. إلا أن طهران قامت بالردّ من خلال توجيه 14 صاروخًا نحو القاعدة الأمريكية، أصاب 6 منها أهدافها حسب مصادر مستقلة، كما يصفها لاريجاني.
ويقول لاريجاني إن تل أبيب قدّمت أكثر من طلب إلى دول غربية لتقديم الدعم المالي والسياسي لها خلال الحرب، مؤكّدًا أن موقفها بعد وقف إطلاق النار أصبح أضعف من السابق، وذلك بفعل صمود الشعب الإيراني، والردّ الصاروخي الحازم، وفشل محاولات اغتيال قائد الثورة وعدد أكبر من المسؤولين الإيرانيين، كما خسرت تل أبيب رهانها بتأجيج الأجواء النفسية في إيران وإثارة الشعب ضد النظام.
ويستخلص لاريجاني حديثه عن الشعور بالانتصار في المنطقة والعالم الإسلامي بعد ردع العدوان الإسرائيلي من قبل إيران، وتوجيه ضربات مؤلمة له، معتبرًا أن هذه المرحلة الجديدة يجب أن تُستغل من قبل إيران لإعادة بناء علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول الإسلامية رغم وجود خلافات في الماضي
.
وفي تصريح آخر، ركّز لاريجاني على عملية الاحتيال التي قام بها ترامب حسب وصفه، وذلك من خلال التنويه باستمرار الدبلوماسية والمفاوضات مع إيران، بينما كان يُعدّ لهجوم عسكري بالتعاون مع نتنياهو. كما اعتبر استهداف القادة العسكريين في إيران عملية غير نبيلة بأسلوب اللصوص، وقال: يجب أن تدفع أمريكا وإسرائيل الثمن لفعلتهما هذه.