أخبار

أحدهم وصفه بالمفاجئ وآخر رأى بأنه خطوة صحيحة: ما رأيك في أول قرار لاتحاد القدم الجديد؟

الدوري المحلي

أثير - علاء شمالي

تباينت ردود فعل الشارع الرياضي العماني حول أول قرارات المجلس الجديد لاتحاد كرة القدم بزيادة عدد أندية دوري النخبة “عمانتل” إلى 14 ناديًا بدءًا من الموسم القادم 2025-2026.

وقرر اتحاد الكرة استنادًا إلى هذا قرار رفع عدد الأندية، الإبقاء على ناديي صور وعبري ضمن فرق دوري عمانتل للموسم المقبل، بعد أن كان من المقرر هبوطهما إلى دوري الدرجة الأولى شريطة استيفائهما لجميع الاشتراطات الفنية والإدارية والحصول على التراخيص اللازمة المعتمدة من قبل الاتحاد.

ومع زيادة عدد أندية الدوري إلى 14 ناديًا سيزيد عدد أسابيع ومباريات الدوري عن المواسم الماضية التي كان فيها الدوري 12 ناديًا.

الدوري بنظام 14 ناديًا

أسابيع الدوري: 26 أسبوعا

مباريات الدوري: 182 مباراة

مباريات الأسبوع الواحد: 7

الدوي بنظام 12 ناديًا

أسابيع الدوري: 22 أسبوعا

مباريات الدوري: 132 مباراة

مباريات الأسبوع الواحد: 6

آراء فنية وإعلامية .. بين التأييد والتحفظ

علي الخنبشي مساعد مدرب المنتخب الوطني السابق، أشار إلى أن للقرار تأثيرات مزدوجة، فنيًا وماليًا. وعدّ أن التوسعة من الناحية الفنية ستنعكس إيجابًا على مستوى الدوري من خلال زيادة عدد المباريات واحتكاك اللاعبين، ما يسهم في رفع مستوى الجاهزية الفنية والبدنية ويمنح مدرب المنتخب الوطني قاعدة أوسع لاختيار اللاعبين.

وأضاف أن هذه الزيادة في عدد المباريات ستطيل فترة الدوري وتزيد من عمقه التنافسي، لكنه في المقابل حذّر من الأعباء المالية الإضافية التي ستتحملها الأندية نتيجة لموسم أطول ومصاريف تشغيلية أعلى، وهو ما قد يمثل تحديًا حقيقيًا خصوصا في ظل محدودية الموارد.

وأكد الخنبشي أهمية ربط هذا القرار برؤية متكاملة لتطوير البنية الأساسية الفنية للمسابقات، من خلال زيادة الدعم المالي للأندية، وتفعيل مراكز المواهب والنخبة بأساليب علمية ومدربين ذوي كفاءة عالية، بهدف إنتاج لاعبين قادرين على تلبية متطلبات المنافسة محليًا ودوليًا. كما دعا إلى مراجعة شكل دوري الدرجة الأولى، في ظل تراجع عدد الأندية النشطة وتجميد الكثير منها لأنشطتها، ما قد يهدد استمرارية المسابقة بالشكل المطلوب.

خطوة في الاتجاه الصحيح

بدوره، وصف الإعلامي الرياضي سالم ربيع الغيلاني القرار بأنه “إيجابي للغاية”، مذكرا بأن دوري النخبة كان يضم 14 ناديا في السابق، وأن تقليص العدد في الأعوام الماضية انعكس سلبا على مستوى المنافسة، وعلى فرص ظهور المواهب، بل وتسبب في تراجع مردود المنتخبات الوطنية التي تعتمد على جاهزية اللاعبين وعدد المباريات التي يخوضونها خلال الموسم.

وقال الغيلاني إن اللاعب العماني لا يخوض أكثر من 30 مباراة في الموسم بجميع المسابقات، بينما المعدلات العالمية تتراوح ما بين 60 إلى 70 مباراة، مشيرا إلى أن زيادة عدد الأندية والمباريات خطوة في الاتجاه الصحيح لتقليص هذه الفجوة وتجهيز اللاعبين للمشاركات الدولية.

ومع ذلك، أبدى تحفظه من التأثيرات المالية للقرار، موضحًا أن الأندية العمانية تمر بظروف اقتصادية صعبة، وقد تعاني من التزامات إضافية لا تملك القدرة على الوفاء بها. ولفت إلى أن المعاناة ستكون عامة باستثناء بعض الأندية التي تملك موارد مستقرة.

كما تطرق إلى الأثر الفني، مشيرا إلى أن النظام الجديد قد يتيح الفرصة لاكتشاف لاعبين جدد، خصوصا في ظل التدوير المتوقع نتيجة ارتفاع عدد المباريات، وهو ما قد يمنح المواهب الصاعدة فرصة لإثبات الذات وشق طريقها نحو النجومية.

وشدد الغيلاني على ضرورة مرافقة القرار بخطوات تطويرية موازية، تشمل تطبيق تقنية “VAR”، وتحسين البنية التسويقية للدوري، بما يضمن جذب الرعاة وزيادة العوائد المالية، وهو ما سينعكس إيجاباً على أداء الاتحاد وقدرته على تنظيم مسابقات نوعية.

قرار مفاجئ

أما الإعلامي فاضل المزروعي، فكان له رأي أكثر تحفظًا، وعبّر عن تفاجئه من توقيت القرار وسرعة صدوره، خصوصًا أن الموسم انتهى منذ فترة قصيرة، والأندية تمر بحالة من الركود. وأكد أن القرار لا يخدم مصالح الأندية بالشكل المطلوب، لافتاً إلى أن الكثير منها لا تملك الإمكانات المالية أو الفنية التي تؤهلها للاستمرار في دوري النخبة.

وأكد المزروعي أن رفع عدد الأندية قد يزيد الفجوة بين أندية القمة وبقية الفرق، مضيفا أن المنافسة الحقيقية لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أندية، فيما البقية تشارك دون تأثير حقيقي، ما يفقد الدوري جودته ويجعله عبئًا إضافيًا على الأندية من حيث التكاليف والبنية التحتية.

وانتقد المزروعي غياب الدعم المؤسسي والتسويق الفعّال، مشيرًا إلى أن الوضع المالي الضعيف للأندية لا يسمح بتحمّل موسم طويل دون عوائد توازي حجم التكاليف. كما رأى أن القرار لن يكون له تأثير جوهري على مستوى اللاعبين، لكون أبرز العناصر توجد أصلا في الأندية الكبرى، وهي نفسها التي تهيمن على تشكيلات المنتخب الوطني منذ سنوات، ما يجعل من فرص التغيير محدودة.

كما أبدى الصحفي الرياضي وليد العبري موقفًا متزنًا من القرار، حيث أشار إلى أن زيادة عدد الأندية قد تسهم فعلا في تعزيز التنافس داخل الدوري، ما ينعكس إيجابًا على مستوى اللاعبين ويخدم المنتخبات الوطنية، خصوصًا الأول والأولمبي، عبر رفع معدل المباريات والتجارب التنافسية.

إلا أن العبري أعرب عن تحفظه تجاه سرعة اتخاذ القرار وتطبيقه بشكل فوري، رغم أن مجلس إدارة الاتحاد الجديد لم يُكمل أيامه الأولى، وعقد اجتماعه الأول فقط مؤخرًا، قائلا: “نتفق من ناحية المبدأ أن زيادة عدد الأندية سيعزز من التنافس في الدوري، ولكن دون إخلال بمبادئ العدالة. هبوط ناديين ثم إعادتهما سريعًا بقرار مفاجئ يثير العديد من التساؤلات.”

Your Page Title