الأولى

ما بين حرارة عالية وأمطار غير مسبوقة: مختص يتحدث عن “تطرف المناخ” في سلطنة عمان

مناخ، أمطار

أثير - جميلة العبرية

يشهد العالم تغيرًا في المناخ، ويلاحظ ذلك من خلال التغيرات في درجات الحرارة ونزول الأمطار وتغيرًا في تواقيتها وكمياتها، وهو ما قد يؤدي إلى ظواهر بيئية مختلفة يستدعي عليها الإنسان للتأقلم عليها والحد من تأثيراتها على حياته.

وظهر مؤخرًا مصطلح تطرف المناخ؛ فما معنى هذا المصطلح؟

عرف عبدالله بن راشد الخضوري مدير الأرصاد الجوية العمانية بهيئة الطيران المدني ظاهرة تطرف المناخ على أنها حدوث تغير في المناخ على غير ما هو معتاد عليه في منطقة ما، وهذا التغير والتطرف يلاحظ من خلال التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة وكميات هطول الأمطار وعناصر الطقس الأخرى، وعادة ما يصاحب هذا التطرف زيادة أو نقصان حاد في الظواهر المرتبطة بالطقس كزيادة حادة في هطول المطر او جفاف حاد او ارتفاع في درجات الحرارة أو برودة شديدة.

وبين الخضوري أن في سلطنة عمان بدأت آثار تغير المناخ وتطرفه تظهر من خلال عدة ظواهر، أولها زيادة في عدد الحالات المدارية التي تشكلت في بحر العرب والتي أثر عدد منها على أجزاء من سلطنة عمان، حيث سجل بحر العرب خلال 15 السنة الماضية ارتفاعا في عدد ظهور الحالات المدارية مقارنة بخليج البنجال، علما بأن خليج البنجال كان سابقا هو الأكثر نشاطا.

وأردف: من أوجه تطرف المناخ في سلطنة عمان كذلك ظهور السحب الرعدية الضخمة والتي تؤدي إلى هطول سريع وشديد للأمطار في وقت قصير جدا، مثالا على ذلك ما حدث في عام 2024 في المضيبي ووادي بني خالد حيث هطلت كميات أمطار عالية جدا بلغت 93 ملمتر في ساعة واحدة وهو ما يعادل هطول المطري السنوي لسلطنة عمان، ولهذا يؤدي هذا الهطول السريع القوي إلى حدوث الفيضانات والجرفات الشديدة.

وأضاف: كذلك من أوجه تغير المناخ هو تغير وتقلب الهطول المطري بين أشهر الشتاء والصيف في عدد من دول العالم، وبشكل عام في مناخ سلطنة عمان وخلال السنوات الماضية هناك تغير في نسب الهطول المطري بين الصيف والشتاء، حيث بدأ المناخ يكون جافا بشكل عام في أشهر الشتاء ويكون ممطرا في أشهر الصيف وقد يحمل هذا الأمر تغير في المناخ خلال الفترات القادمة عما كان معتاد عليه سابقا.

أما فيما يتعلق بدرجات الحرارة، أشار الخضوري إلى أن الدراسات المناخية أثبتت أن مناخ سلطنة عمان يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة خلال الثلاثين سنة الماضية وبلغ هذا الارتفاع اكثر من 1.2 درجة كمعدل للارتفاع، وكذلك شهدت درجات الحرارة الصغرى ارتفاع واضحا في عدة أماكن في سلطنة عمان وتم تسجيل أعلى درجة حرارة صغرى في العالم في قريات قبل عدة سنوات وبلغت 41 درجة مئوية.

واختتم الخضوري حديثه لـ “أثير” قائلًا: “كل هذه المتغيرات توضح أن هناك تطرفًا وتغيرًا حاصلًا في مناخ سلطنة عمان، ويتطلب منا الاستعداد له، والعمل على تخفيف الآثار الناتجة عنه حماية للأفراد والممتلكات.

Your Page Title