الأولى

عند الألم لا تتسرّع، هل تحتاج الثلج أم الحرارة؟

كمادة باردة أو وسادة حرارية

رصد - أثير

إعداد - ريما الشيخ

في كل منزل، توجد كمادة باردة أو وسادة حرارية في انتظار لحظة الألم، وعند التعرض لإصابة أو شعور بتيبّس عضلي، يقف الكثيرون أمام سؤال شائع: هل أضع الثلج أم أستخدم الحرارة؟ ورغم شيوع هذا التساؤل، إلا أن الإجابة ليست واحدة في كل الحالات، بل تعتمد على طبيعة الألم وتوقيته وسببه.

فالثلج والحرارة لهما أدوار محددة في العلاج، واستخدام أيٍّ منهما بطريقة غير صحيحة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من تخفيفها.

استخدام الثلج لتقليل الالتهاب الحاد

يُستخدم الثلج كوسيلة فعالة لعلاج الإصابات الحادة، مثل الالتواءات، أوالكدمات، أو الضربات المباشرة على المفاصل أو العضلات، إذ تؤدي هذه الحالات إلى تمدد في الأوعية الدموية وتدفق مفرط للسوائل إلى الأنسجة، ما يسبب تورمًا موضعيًا واضحًا، يعمل الثلج هنا على تضييق الأوعية الدموية، مما يُقلل التورم ويحدّ من نشاط الأعصاب الناقلة للألم.

توصى الكمادات الباردة خلال أول 48 إلى 72 ساعة من الإصابة، وتُستخدم عادة بواقع 15 إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة، على فترات متقطعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

ويجب وضع الثلج في منشفة أو غلاف قماشي ناعم لتجنّب إصابات الجلد الناتجة عن البرودة المباشرة، وتُعد هذه الوسيلة مناسبة في حالات الإصابات الرياضية، أو بعد العمليات الجراحية السطحية التي تتطلّب تقليل التورم لتسريع التعافي.

استخدام الحرارة لتخفيف الشد والتيبّس

الحرارة تُستخدم بشكل أساسي في حالات الشد العضلي، والتيبّس، والآلام المزمنة، حيث تسهم في توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم نحو الأنسجة المصابة، هذا التدفق يُساعد في تغذية الخلايا بالأوكسجين وتخفيف التشنجات العضلية، ما يمنح الجسم شعورًا بالراحة والاسترخاء.

يفضّل استخدام الوسائد الحرارية أو الكمادات الدافئة لمدة لا تتجاوز 20 دقيقة، خاصة في حالات مثل آلام الظهر المزمنة، تيبّس الرقبة، التهاب المفاصل غير النشط، أو في أوقات انخفاض درجات الحرارة حين تزداد آلام المفاصل حدة.

 كما يُفيد العلاج الحراري في التخفيف من آلام الدورة الشهرية، وتحسين المرونة الحركية للمفاصل قبل بدء التمارين أو العلاج الفيزيائي.

أخطاء شائعة في استخدام الثلج والحرارة

من أبرز الأخطاء استخدام الحرارة مباشرة بعد التعرض لإصابة حديثة، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الالتهاب وزيادة الألم والتورم، كذلك، فإن استخدام الثلج في حالات التشنج أو التيبّس المزمن قد يؤدي إلى تقليص تدفق الدم، ما يُطيل أمد الشعور بعدم الراحة.

وهناك اعتقاد خاطئ شائع بأن أي ألم يمكن التعامل معه بالحرارة، ما يدفع البعض إلى وضع وسادة ساخنة على كدمة أو ورم دون معرفة العواقب.

ومن الأخطاء الشائعة أيضًا، ترك الكمادات لفترات طويلة أو النوم بها، مما يزيد من خطر الحروق الحرارية أو الباردة، خاصة عند المرضى الذين يعانون من ضعف الإحساس، مثل مرضى السكري أو أمراض الأعصاب الطرفية.

متى يجب التوقف واستشارة الطبيب؟

رغم أن العلاج بالحرارة أو البرودة يُعتبر آمنًا في الغالب، إلا أن هناك مؤشرات تستدعي مراجعة الطبيب، فإن استمرار الألم لأكثر من ثلاثة أيام دون تحسن، أو وجود كدمات واسعة النطاق، أو ظهور خدر أو وخز في الأطراف، فهذه إشارات تدل على وجود إصابة أعمق تتطلب تقييمًا طبيًا.

كما أن بعض الحالات، مثل تمزق الأربطة أو الكسور الدقيقة، لا يظهر تأثيرها مباشرة، وقد يُساء تقديرها إن تم الاكتفاء بالعلاج المنزلي دون تشخيص.

متى يتم الجمع بين الحرارة والثلج؟

في بعض الإصابات العضلية، قد يُستخدم الثلج في البداية للحد من التورم، ثم تُستخدم الحرارة لاحقًا لتخفيف التيبّس وتحفيز الاستشفاء، ومع ذلك، يجب أن يتم هذا التناوب وفق جدول زمني محسوب وتحت إشراف مختص، لأن توقيت الانتقال من طريقة لأخرى يلعب دورًا كبيرًا في نجاح أو فشل التعافي.

المصادر:

Mayo Clinic

Healthline

World Health Organization

WebTeb

Dailymedicalinfo

American Physical Therapy Association

Your Page Title