أخبار

ننصحك بزيارتها: قرية عمانية بها بوابة كبيرة كانت تُغلق ليلا وتُحرس بالتناوب

قرية أفي بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة default

العمانية - أثير

تتميز محلة المطلع في قرية أفي بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة بمسجدها المرجعي المعروف باسم (مسجد المطلع)، حيث يعد مركزًا علميًّا ومكانًا للعبادة والعلم والثقافة، وتشتهر القرية ببناء معماري حصين يحيط بها سور كبير وعلى كل زاوية منه برج شامخ.

وقال الدكتور بدر بن هلال اليحمدي، أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بجامعة نزوى، لوكالة الأنباء العُمانية : " إن ما يميز تلك المحلة موقعها الاستراتيجي، فهي تقع على مكان مرتفع ومطل على الوادي والقرى الأخرى؛ لذلك سميت بالمطلع، لأن القادم إليها وخاصة من جهة الوادي يضطر إلى الطلوع عبر الطريق الصاعد المسمى المطلاع، كما تتميز بوجود قلعة كبيرة. وعُرفت محلة المطلع منذ القدم بكونها محلة حيوية، وتضم داخل أسوارها بيوتا كثيرة متجاورة ملتصقة بالسور من الداخل.

قرية أفي بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة default

وأوضح أن المحلة بها بوابة كبيرة تسمى “باب الصباح” كانت تغلق بالليل ويحرسها بعض رجال المحلة بالتناوب، كما يوجد باب صغير للطوارئ تستخدمه عادة النساء للذهاب إلى الفلج والمجازة الخاصة بهن، وبجانب باب الصباح على يسار الداخل إليها يوجد بئر كبيرة يستقي منها أهل المحلة عند الضرورة بالليل أو في وقت الخوف والحروب، حيث يعتمد أهلها على فلجي الواشحي والمالكي، ويستخدم فلج الواشحي لري المزارع والحقول، بينما فلج المالكي يُستقى منه للشرب بالإضافة إلى سقيه للمزروعات التي يمر بها.

الدكتور بدر بن هلال اليحمدي، أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بجامعة نزوى

وأشار إلى أن ما يميز محلة المطلع وجود القلعة بجانبها ومسجد المطلع الشهير، حيث كانت القلعة أحد المعالم المهمة في ولاية وادي المعاول لما تتميز به من بناء معماري حصين في مكان مرتفع مشرف على الوادي ومطل على كثير من البساتين والقرى، بالإضافة إلى احتوائها على المدافع التي تستخدم في حال تعرض القرية لأي اعتداء خارجي، وتطلق طلقاتها عند دخول شهر رمضان وليالي الأعياد بعد رؤية الأهلة، ويرقب الراصدون عبر فتحات صغيرة بالقلعة التحركات المريبة وقد يضعون فيها بنادقهم لقنص كل من يحاول الهجوم عليها، غير أن هذه القلعة لم يبق منها سوى آثار بسيطة.

وأكد أن مسجد محلة المطلع منارة علمية يقصده طلبة العلم من أنحاء ولاية وادي المعاول، وكان بعض المشايخ يدرّسون فيه القرآن الكريم وكتب الفقه والنحو، وبجانب المسجد مدرسة قرآنية لتعليم الناشئة القرآن الكريم وبعض الآداب والأحكام الفقهية للمبتدئين، حيث تخرجت أفواج كثيرة من المدرسة من البنين والبنات، وتقام حفلات لمن يختم القرآن الكريم كاملًا، ويطاف به في أنحاء المحلة. بالإضافة إلى ذلك فإن ما يميز المحلة وجود مساحة مفتوحة بينها وبين المسجد وكانت فيها شجرة صبار كبيرة (شجرة التمر الهندي) يستظل الناس بها ويتجمعون تحتها عند خروجهم لأداء صلاة سنة عيد الأضحى أو سنة عيد الفطر وهم في أبهى حللهم من الملابس الجديدة والخناجر والسيوف والبنادق.

يُذكر أن محلة المطلع لا تزال عامرة ببعض سكانها وإن كان بعضهم خرج منها للتوسع في أماكن أخرى، أما سورها وبروجها وقلعتها فقد تهدمت ولم يبق منها سوى بعض البروج وأطلالها البسيطة، وبقي مسجدها شامخا؛ حيث أعيد بناؤه على الطراز الحديث وما يزال معمورًا بالمصلين والصالحين والمتعلمين.

Your Page Title