رصد-أثير
يُعدّ “حصن رأس الحد” من المعالم السياحية والتاريخية في ولاية صور، ويقع في نيابة رأس الحد التي تبعد عن مركز الولاية حوالي 35 كيلو مترًا.
وتتميز نيابة رأس الحد بأنها أول منطقة تشرق عليها الشمس في شبه الجزيرة العربية وهي الفاصل بين بحر عمان وبحر العرب حيث يقع الحصن على هضبة مرتفعة تشرف على الأماكن السكنية لهذه النيابة وكذلك المواقع البحرية والرئيسية للسفن ومدخل خور الحجر الذي يمتد من خليج عمان، وقد بني الحصن في الفترة ما بين 1560م إلى 1590م من قبل جميع قبائل النيابة واستغرق بناؤه حوالي 30 سنة.
وتتكون مرافق الحصن من قلعة وبرجين يصل بينهما الحائط الكبير، ويبلغ عرض الأساس حوالي 3 أمتار وهو أساس صلب لا يتزعزع مع مرور الزمن وقد بني من الجص والحجر، وعند وصولك إلى الحصن تقابلك البوابة الكبيرة التي يبلغ عرضها 2.5 متر وطولها 3 أمتار متصلة بالصباح والذي يبلغ عرضه 3 أمتار وطوله 11 مترًا وارتفاعه 3 أمتار وعلى جانبيه مقاعد متسعة كانت تستخدم لضيافة القبائل من داخل النيابة وخارجها حيث يتم الحوار والنقاش بين هذه القبائل والمشايخ وأصحاب الرأي السديد في حل المشكلات التي كانت تحدث بينهم في ذلك الوقت.
وفي جهة الشرق من حصن رأس الحد تقابلك غرفة مفتوحة بها مقعد متسع، يبلغ عرضها 3 أمتار وطولها 6.5 متر وارتفاعها 3.5 متر وكانت تستخدم كصالة انتظار إضافة إلى غرفة (السبلة) التي كانت تستخدم للحكم بين المتخاصمين، ويبلغ عرض هذه الغرفة 3 أمتار وطولها 4 وربع متر وارتفاعها 3.5 متر. كما توجد غرفة أخرى كانت تستعمل كسجن مؤقت ويبلغ عرضها 3 أمتار وطولها 5 وربع متر وارتفاعها 3.5 متر.
وتتضمن مرافق الحصن أيضا (المصبه) وتوجد في قمة البوابة الرئيسية للحصن وكانت تستخدم لإسقاط الزيوت والمياه والعسل الساخن كما يوجد البرج الغربي وهو برج دفاعي دائري الشكل كان يحتوي على عدة مدافع أما الآن يحتوي على مدفع واحد. وتشمل مرافق الحصن كذلك قلعة وهي خط الدفاع الأخير ويبلغ ارتفاعها 13.25 متر وعرضها 13 متراً أما الطول فيبلغ 16 متراً وبها برج طول قطره 7 أمتار ويخترقها سرداب ينزل من القلعة تنازليا لمسافة 8 أمتار ثم يلتوي للشرق ويخرج من حدود السور الشرقي ممتدا حوالي 500 متر تقريبا وعمق هذا السرداب 3 أمتار يصل إلى بئر مياه عذبة اسمها بئر “مرفص”وهي مرصوفة بالحجر والجص (الصاروج) وتحتوي القلعة أيضا على عدد من المدافع التي تضرب داخل الحوش (الفناء الداخلي للحصن) أو عندما يدخل العدو من الباب إذا ضعفت المقاومة الأمامية.
ويتميز سقف الحصن بأنه مصنوع من حطب الساج المتين المستورد من الهند (ملبار) والحطب الأسود المستورد من زنجبار (ممباسا) إضافة إلى الحطب المنقوش والمجوف من الداخل والمستورد أيضا من زنجبار (حطب البامبو).
وقد تم ترميم هذا الحصن على فترتين: الأولى كانت في عام 1989م، ثم تمت إعادة ترميمه مرة أخرى في عام 2008 م بعد الأنواء المناخية من قبل وزارة التراث والسياحة.
المصدر: العمانية