أثير – ريما الشيخ
شهدت سلطنة عمان منذ يوم أمس موجة غبار واسعة النطاق أثرت في مستويات جودة الهواء في عدد من المحافظات؛ ما استدعى متابعة دقيقة من قبل هيئة البيئة عبر “المنصة الوطنية لمؤشرات جودة الهواء” لرصد مؤشرات التلوث في مختلف المناطق.
وأظهرت نتائج الرصد ارتفاعًا ملحوظًا في تراكيز الجسيمات العالقة، خصوصًا في محافظات شمال وجنوب الباطنة وبعض ولايات الداخلية، في حين بقيت المناطق الجنوبية مستقرة نسبيًا.
وقال الدكتور عمران بن محمد الكمزاري، مدير دائرة جودة البيئة في هيئة البيئة لـ “أثير” بأن الهيئة تابعت خلال الفترة من 3 إلى 4 نوفمبر 2025م مؤشرات جودة الهواء في عدة مناطق ، من بينها الخوير، والخوض، وبدية، وصلالة، والمزيونة، وقريات، وجعلان، وعبري، والسويق، والرستاق، والجبل الأخضر، وهيماء، والبريمي، وخصب، من خلال شبكة محطات الرصد البيئي التابعة لها.
وأوضح الدكتور أن النتائج بينت ارتفاع تراكيز الغبار الدقيق (PM₂.₅) بصورة واضحة في الخوض والسويق منذ الساعة الثانية ظهرًا يوم 4 نوفمبر، لتبلغ ذروتها عند السابعة مساءً في الخوض، بينما سجلت محطة الرستاق ذروتها عند العاشرة مساءً، ومحطة نزوى عند منتصف الليل، مؤكدًا بأنه لم تسجل ارتفاعات تذكر في صلالة وهيماء، فيما كانت الزيادات في باقي المحطات طفيفة.
وأشار إلى أن الجسيمات الأكبر حجمًا (PM₁₀) سجلت أيضًا ارتفاعات في محطتي الخوض والسويق وصلت إلى قيم قياسية، حيث بلغت الذروة عند السادسة مساءً في الخوض والخامسة مساءً في السويق، بينما سجلت ارتفاعات متوسطة في البريمي وعبري وخصب ونزوى والرستاق، في حين بقيت صلالة وهيما دون تغير يذكر.
وذكر الدكتور أن مؤشر جودة الهواء في منصة “نقي” يحتسب وفق منهجية علمية تستند إلى المعايير الوطنية والعالمية، إذ تجمع البيانات من محطات الرصد في مختلف المحافظات بصورة لحظية، ثم تحول إلى قيم رقمية ملونة تظهر للمستخدمين مستوى جودة الهواء وتأثيره على الصحة العامة.
وأضاف أن المؤشر يعتمد على قياس تراكيز عدة ملوثات رئيسة، تشمل الحبيبات الدقيقة (PM₂.₅ وPM₁₀) وغاز الأوزون الأرضي (O₃) وثاني أكسيد النيتروجين (NO₂) وثاني أكسيد الكبريت (SO₂) وأول أكسيد الكربون (CO)، ثم تُقارن القيم المقاسة بالحدود القصوى المعتمدة وُفق اللائحة الوطنية لجودة الهواء.
وأوضح أن الألوان الظاهرة في منصة “نقي” تعبر بوضوح عن مستويات جودة الهواء وتأثيرها على الصحة، حيث:
• الأخضر (0–50): جودة هواء جيدة ولا تشكل مخاطر.
• الأصفر (51–100): مقبولة وقد تؤثر على الفئات الحساسة.
• البرتقالي (101–150): غير صحية للفئات الحساسة.
• الأحمر (151–200): غير صحية للجميع ويُنصح بتقليل الأنشطة الخارجية.
• البنفسجي (201–300): ضارة، ويُنصح بالبقاء في الأماكن المغلقة.
• البني الداكن (301–500): خطرة وتشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة.
وأشار الدكتور إلى أن الحبيبات العالقة (PM₁₀ وPM₂.₅) كانت الملوثات التي شهدت أعلى نسب ارتفاع خلال هذه الفترة، نتيجة نشاط الرياح السطحية والعواصف الترابية في المناطق الداخلية والصحراوية، بينما بقيت الملوثات الغازية الأخرى ضمن الحدود المسموح بها دون أي تجاوزات تُذكر.
هذا ونشرت هيئة البيئة تنبيهًا أشارت فيه بأن القراءات العددية الصادرة عن منصة مراقبة جودة الهواء (نقي)، إلى تأثر بعض المناطق الشمالية من سلطنة عُمان بموجة من ارتفاع مستويات الغبار وتدني جودة الهواء.
كما قال الدكتور : أن هذه الموجة سرعان ما بلغت ذروتها قبل أن تبدأ بالتراجع تدريجيًا، إلى أن عادت مستويات جودة الهواء إلى المعدلات الصحية والمستقرة من جديد.

وأكد مدير دائرة جودة البيئة أن بيانات منصة “نقي” دقيقة وتعكس الحالة الفعلية لجودة الهواء في المواقع التي توجد فيها محطات الرصد البيئي، حيث تستخدم أجهزة استشعار حديثة تقيس تراكيز الملوثات بشكل آني وترسلها مباشرة إلى النظام المركزي للتحليل والعرض.
وبين في ختام حديثه لـ “أثير” بأن دقة البيانات قد تختلف بين ولاية وأخرى وفق عدد المحطات وتوزيعها الجغرافي، إذ تعبر نتائج كل محطة عن جودة الهواء في نطاقها المباشر فقط.

