أثير - ريما الشيخ
شهدت محافظات شمال الباطنة وجنوب الباطنة ومسندم، إلى جانب أجزاء من محافظة مسقط، منذ يوم أمس تدفقًا ملحوظًا للغبار؛ ما أدى إلى تدنٍّ في مستوى الرؤية الأفقية وتأثر جودة الهواء بصورة عامة.
وفي ظل هذه الأجواء المغبرة، يطرح البعض تساؤلًا مهمًا: كيف يمكننا حماية أنفسنا وأطفالنا من آثار الغبار المتزايد على صحتنا؟
في هذا السياق، قال الدكتور يونس بن إبراهيم البلوشي، طبيب استشاري أول أمراض الجهاز التنفسي للأطفال في المستشفى السلطاني خلال حديثه مع “أثير” بأن تشبّع الهواء الجوي بذرات الغبار أو زيادة الغبار في الهواء المحيط بنا له تأثيرات سلبية واضحة على الصحة العامة، سواء لدى الأصحاء أم المرضى، كبارًا كانوا أم صغارًا.
وذكر أن أول هذه التأثيرات يتمثل في الشعور بالاختناق وصعوبة التنفس نتيجة استنشاق ذرات الغبار، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، خصوصًا لدى من يعانون أمراضا تنفسية مزمنة.
وأشار الدكتور البلوشي إلى أن ذرات الغبار تؤثر مباشرة على بطانة الجهاز التنفسي، بدءًا من الأنف والتجويف الأنفي والفموي وصولًا إلى الشعب الهوائية والحنجرة، مسببة تهيجًا وانتفاخًا في الأغشية المخاطية، وزيادة في الإفرازات التي قد تتحول إلى مخاط كثيف يؤدي إلى انسداد أو التهابات في المجرى التنفسي.
وأوضح أن بعض ذرات الغبار قد تحمل معها ميكروبات أو فطريات أو بكتيريا أو فيروسات؛ ما يزيد احتمالية الإصابة بعدوى تنفسية أو أمراض فطرية وبكتيرية، حتى لدى الأشخاص الأصحاء.
وأكد أن تأثير الغبار يكون أكبر على المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي كمرضى الربو والحساسية الصدرية، إذ إن التهيّج والتحسس الناتج عن الغبار قد يؤدي إلى تفاقم نوبات الربو وصعوبة التنفس.
وأضاف أن الأطفال ومرضى نقص المناعة يُعدّون أكثر الفئات عُرضة لتأثيرات الغبار، خصوصًا إذا كانت ذراته تحمل ميكروبات، ما قد يتسبب في التهابات أو عدوى تُضعف الجهاز المناعي وتؤثر سلبًا على الصحة العامة.
وأشار إلى أن من أبرز طرق الوقاية في هذه الأجواء تجنّب الخروج قدر الإمكان، خصوصًا لمرضى الربو والحساسية، وإذا كان الخروج ضروريًا فيفضل ارتداء كمّام من نوع (N95) أو أي كمّام مناسب، مع تقليل فترة التعرض للغبار.
وأضاف: يُنصح أيضًا باستخدام منقّيات الهواء داخل المنازل، والحفاظ على رطوبة الجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء، لأن الترطيب يساعد الجسم على مقاومة آثار الغبار.
وأوضح أن من تأثيرات الغبار كذلك ضعف حركة الأهداب في الجهاز التنفسي، وهي المسؤولة عن تنظيف الممرات الهوائية؛ ما يزيد من احتمالية تراكم الإفرازات والالتهابات.
وفي ختام حديثه أكد الدكتور البلوشي ضرورة التزام المرضى الذين يستخدمون الأدوية أو البخاخات أو أجهزة البخار بتعليمات الأطباء والحرص على أخذ الأدوية في مواعيدها المحددة، مشددًا على أن الوقاية والوعي هما خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الأجواء.

