العمانية - أثير
أكّد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ-، ودولةُ محمد شياع السُّوداني رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق الشقيقة عن ارتياحهما لخطوات النهوض بالعلاقات بين البلدين لآفاق أرحب ومجالات أوسع وأشمل، ووجَّها كافة الجهات للمضي قُدمًا في تنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة التي ستعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين.
جاء ذلك في البيان المشترك الصادر بمناسبة الزيارة الرسميّة التي قام بها دولةُ محمد شياع السُّوداني رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق الشقيقة إلى سلطنة عُمان يومي الأربعاء والخميس، وفيما يأتي نصُّه:
”انطلاقًا من الروابط والصلات التاريخيّة والأخويّة والحضاريّة التي تجمع بين سلطنة عُمان وجمهورية العراق، وبين قيادتيْهما الحكيمتيْن وشعبيْهما الشقيقين، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية الوثيقة، وتأكيدًا للتقدير والاحترام المتبادل بين قيادتيْ البلدين وشعبيْهما، الذي رسّخته مبادئ الإخاء والتعاون والتفاهم المشترك والحرص على تعزيز التضامن العربي.
وتلبيةً لدعوة كريمة من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان، قام دولةُ محمد شياع السُّوداني رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق الشقيقة، بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان يومي الأربعاء والخميس 10-11 من ربيع الأول 1447هـ، الموافق 3-4 سبتمبر 2025م.
وقد عُقدت جلسةُ مباحثات رسميّة بين صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- ودولة محمد شياع السُّوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي في قصر الحصن بمدينة صلالة، تناولت الصلات والعلاقات الأخوية التاريخيّة والراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين.
واستعرض الجانبان جهود تطوير التعاون الثنائي وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، معبّريْن عن الارتياح لخطوات النهوض بالعلاقات بين البلدين لآفاق أرحب ومجالات أوسع وأشمل؛ بما في ذلك عقد أعمال الدورة التاسعة للجنة العُمانية العراقية المشتركة في بغداد في ديسمبر 2024م للمرة الأولى على مستوى وزيري خارجية البلدين، وما تبعها من خطوات عملية للدفع بمستوى العلاقات الثنائية في كافة المجالات والقطاعات السياسيّة والاقتصاديّة والتجاريّة والاستثماريّة والثقافيّة والسياحيّة والرياضيّة، والاستفادة المتبادلة من الفرص الواسعة والواعدة في سلطنة عُمان وجمهورية العراق في مجالات الطاقة والصناعة والنقل والأمن الغذائي والمصارف والسياحة وإدارة الموانئ، والمطارات والتخطيط العمراني والبنى الأساسية وتوطين الصناعات والتدريب وبناء القدرات في القطاعات المختلفة، تحقيقًا للشراكة الاقتصادية بين البلدين لاسيما تأسيس مجلس الأعمال العماني – العراقي، والدعوة إلى عقد الدورة الأولى من أعماله بالتزامن مع أعمال اللجنة المشترك. وفي هذا السياق، رحّب الجانبان بافتتاح خط الطيران (مسقط – بغداد) بما يعزّز التبادل الثقافي والسياحي بين البلدين.
ورحّب الطرفان بالجهود المشتركة الرامية لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة، لاسيما التخزين والتسويق النفطي، حيث وقّع الطرفان على مذكرتي تفاهم في هذين المجالين، داعييْن الجهات المختصّة لتشكيل فريق فني مشترك في القطاع النفطي لتعزيز التشاور بخصوص المشروعات الاستراتيجية، وكذلك في مجال بناء القدرات.
وأكَّدَ جلالةُ السُّلطان المُعظّم /أيّدهُ اللهُ/ ودولة رئيس الوزراء العراقي على الدور الإيجابي والمثمر الذي يقوم به القطاعان العام والخاص في البلدين للنهوض بمعدلات التبادل التجاري بينهما، والتطلع بأنْ تُسهم الأنشطة القائمة والمستهدفة إلى زيادة نوعية في حجم الاستثمارات المتبادلة، ووجَّها كافة الجهات للمضي قدمًا في تنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة التي ستعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين، مُرحّبين بالجهود التحضيرية لعقد اجتماعات الدورة العاشرة من أعمال اللجنة المشتركة.
ورحّبا في هذا الصدد بالتوقيع على حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج التعاون في مختلف المجالات، حيث تمّ التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من دفع الضرائب على الدخل ورأس المال، ومذكّرات تفاهم في مجالات الطاقة وتخزين وتكرير النفط، والبنوك المركزية، والأوراق المالية، والشباب والرياضة، والتوثيق التاريخي وإدارة الوثائق، والتعاون السياحي، وأخرى.
وفي شأن التشاور وتبادل الآراء والتنسيق حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، فقد أكّد الجانبان على الوقف الفوري والدائم للحرب التي شنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزّة، والدعوة إلى وصول المساعدات الإغاثيّة العاجلة للسكان في القطاع، وأعربا عن رفضهما القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير السكان والتنكيل بهم، وضم أراض جديدة، وإيقاف الممارسات العدوانية على دول المنطقة
كما أكّد الجانبان على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وانضمامها لعضوية الأمم المتحدة.
وفي شأن تعزيز التضامن العربي، أكّد الجانبان على أهمية التعاون والتنسيق بين بلديْهما في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحهما ويُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وتحقيق دعائم الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، والتأكيد على دعم الجهود الرامية إلى ترسيخ التوجهات السلمية وتعزيز الحوار والحلول الدبلوماسية في المنطقة والعالم من خلال تثبيت قواعد القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وتعزيز قيم التفاهم والتعاون، بما يعود على دول المنطقة بمزيد من الخير والرخاء والازدهار.
وأعرب دولةُ رئيس مجلس الوزراء العراقي عن شكره وتقديره لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان، وحكومة سلطنة عُمان وشعبها العزيز على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيًا لسلطنة عُمان المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة”.