رصد – أثير
حذّر اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، من أنّ خطة احتلال مدينة غزة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي تحت اسم “عربات جدعون 2”، مساء الأربعاء، تمثل “مغامرة بعيدة المنال” وستؤدي إلى “نتائج كارثية” دون أن تحقق هزيمة لحركة حماس.
وقال بريك، وهو قائد سابق بلواء المدرعات والقائد السابق للكليات العسكرية، في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية، إنّ الخطة “فُرضت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الجيش، رغم المعارضة القوية لرئيس الأركان إيال زمير”، مشيرا إلى أنّ الأخير حذر الحكومة من أنّها “فخ موت للجنود والمختطفين”.
وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، مقابل أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يتعرض كثير منهم للتعذيب والتجويع والإهمال الطبي، وفق تقارير حقوقية وإعلامية.
وأوضح بريك أنّ دخول الجيش إلى غزة لن يمنع استمرار نشاط حماس، “بل سيؤدي إلى سقوط ضحايا من الجنود، وموت المختطفين داخل الأنفاق، فضلا عن نزوح نحو مليون فلسطيني، ومجازر بين المدنيين غير المتورطين”. وأضاف أنّ حماس “ستواصل ملاحقة الجيش من تحت الأرض، بينما يفتقر إلى قوات كافية للبقاء طويلا في القطاع”.
كما حذر من أنّ هذه الخطة ستفقد إسرائيل دعم حلفائها، حتى من الجمهوريين في الولايات المتحدة، قائلا: “إسرائيل قد تخسر آخر مؤيديها في العالم، وسيتفاقم التطرف داخليا مع تدهور التعليم والصحة والاقتصاد”.
وأشار بريك إلى أنّ الجيش “عاجز عن القضاء على حماس بسبب صغر حجمه”، معتبرا أنّ الغارات المتكررة لم تفشل فقط في هزيمة الحركة، بل كبدت الجيش خسائر فادحة.
وانتقد بشدة ما وصفه بـ”القصص الخيالية” التي يروّجها المستوى السياسي والعسكري لتبرير استمرار الحرب، مثل “تدمير 50% من الأنفاق” أو “القضاء على 20 ألف مقاتل”، مؤكدا أنّ الواقع مختلف تماما: “تم تدمير أقل من 24% من الأنفاق، وقتل أقل من 10 آلاف مقاتل، بينما تواصل حماس القتال بأسلوب حرب العصابات”.
وختم بريك مقاله بالقول إنّ الحديث عن “هزيمة جيش حماس” مجرد “كليشيهات سخيفة”، لأن الحركة ليست جيشا تقليديا أصلا، محذرا من أنّ تجاهل هذه الحقائق قد يقود إسرائيل إلى “مصير شبيه بتجربة الولايات المتحدة في حرب فيتنام”.